أصدرت البطريركية الكلدانية قبل أيام بيانا حول المشاركة في الانتخابات البرلمانية جاء فيه:
"تدعو البطريركية الكلدانية من جديد، أولادها والعراقيين كافة في الداخل والخارج الى تحديث سجلاتهم الانتخابية من أجل مشاركة كثيفة في الانتخابات البرلمانية، المقررة في 12 اَيار المقبل، لاختيار من يرونه الأفضل لتمثيلهم في مجلس النواب والأكثر اقتداراً لخدمة العراق..
البطريركية تؤكد أن عملية التصويت واجب وطني وأخلاقي، وفرصة لا تُفوَّت لتحقيق تقدم فعلي نحو الديمقراطية والعدالة والاستقرار والرفاهية."
وجاء هذا البيان بعد سلسلة من الجرائم البشعة التي طالت العائلة المسيحية د. هاشم شفيق مسكوني وزوجته د. شذى مالك دانو ووالدتها السيدة خيرية داود، وعوائل مندائية حيث اختطف صاحب متجر وقتل وجرى الاعتداء على مندائي اخر في محل عمله.
وتعالت الأصوات من جميع المؤسسات الحكومية والمدنية والأمم المتحدة منددة بهذه الجرائم ومطالبة الحكومة العراقية لدعم وحماية الأقليات مؤكدة أن العراق بحاجة إلى جميع مكوناته ومن جميع الأعراق والديانات لإعادة البناء في مرحلة ما بعد داعش، ومن أجل ضمان عودة الأقليات التي عانت من الاضطهاد والتفرقة والتهجير على يد داعش من جهة والمليشيات الطائفية المنفلتة من جهة أخرى والتي تدعم الجريمة المنظمة والفساد.
ان اصدار البطريركية الكلدانية بيانها في هذا الوقت له دلالات كبيرة للمسيحيين في داخل العراق وخارجه، فالعراق بحاجة لكل أبنائه ومن كل الطوائف والاعراق والألوان لدفع العملية السياسية للطريق الصحيح، من اجل التغيير والإصلاح، من اجل التخلص من المحاصصات الطائفية المقيتة والفساد، والتوجه لبناء عراق الوطن والمواطنة والعدالة الاجتماعية، عن طريق اختيار المرشحين الذين يدعمون هذه التوجهات ويؤمنون بعراق خال من الإرهاب والجريمة والفساد.
ان المنادين بمقاطعة الانتخابات صنفين، الأول يملئه اليأس والإحباط من عراق اجبره على الهجرة ولا يرى جدوى في المشاركة بحجة ان المشاركة في الانتخابات لن تغير شيء وستبقى نفس الأحزاب الحاكمة ونفس المحاصصة والفساد. والثاني يحمل اجندات سياسية لها امتدادات لعهود بائدة لا يريد ان يرى العراق مزدهر ومتطور.
نحن نقول للصنف الأول، لا تحرموا العراق من اصواتكم، فأي صوت لا تدلون به هو صوت للمحاصصة والفساد والتقسيم، استعملوا اصواتكم للتغيير والإصلاح وابعاد الفاسدين واحزابهم عن سدة الحكم.
وللصنف الثاني نقول ان اجنداتكم السياسة الفاشلة لن توقف عجلة الحياة والتقدم والتطور.
نحن لا نملك عصى سحرية قابلة لتغيير العراق بين ليلة وضحاها، ولكننا صبورين ومتفائلين ولدينا ثقة كبيرة بشعبنا وطوائفه واديانه والوانه الزاهية، ولدينا ثقة بان المشاركة في الانتخابات البرلمانية ستؤدي الى تغييرات غير قليلة في الواقع السياسي والحكومي.
كلما يجتمع اثنان من أبناء شعبنا في الداخل والخارج لا يكون لهم كلام سوى العراق وما حل به ومصاعبه الانية وزمنه الماضي الجميل، واليوم لدينا الفرصة والأدوات للتغيير وإعادة بناء عراق أفضل، فلماذا لا نستغل هذه الفرصة ونشارك ببناء مستقبلنا بأيدينا وصوتنا بدلا من تركه للأخرين للتحكم به.
14 أذار 2018