الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شبيبة العالم: البيئة في خطر!

خرج ملايين من الشباب والطلاب في معظم دول العالم يوم الجمعة 20 أيلول 2019 للتظاهر والاحتجاج مطالبين باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ والاحتباس الحراري، مع اقتراب قمة الأمم المتحدة حول البيئة يوم الاثنين القادم.

ويطالب الناشطون الشباب بقرارات سريعة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة ارتفاع درجات حرارة الأرض.

وشاركت في الاحتجاجات غريتا ثونبرج، الناشطة السويدية البالغة من العمر 16 عامًا، والتي تدور العالم مطالبة بمستقبل بيئي افضل للشباب.

كتب احد الشباب المتظاهرين على لافتة "البحار ترتفع وكذلك غضبنا"، في إشارة الى ذوبان المحيطات المنجمدة بسبب ارتفاع الحرارة.

وتغير المناخ يعني التغيير في أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم بسبب النشاط البشري. والاحتباس الحراري هو احد نتائج التغيير المناخي والذي يسببه حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة. وعلى دول العالم اتخاذ إجراءات قبل عام 2030 لتجنب اثار التغيير المناخي المدمرة.

تجمع مئات الآلاف في نيويورك وتورونتو وجوهانسبرج ووارسو وسدني والعديد من المدن الأخرى حول العالم لرفع أصواتهم والتعبير عن قلقهم بسبب التغيرات البيئية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس جميع رؤساء الحكومات وأصحاب الشركات الكبرى للحضور الى مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 23 أيلول 2019، للمشاركة بخطط ملموسة وواقعية لتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة %45 خلال العقد المقبل، وإلى الصفر بحلول عام 2050.

تلعب المواقف السياسية للدول والحكومات في بعض الأحيان دورا خطيرا ومدمرا لمستقبل الكرة الأرضية، كان منها إعلان حكومة ترامب، انسحاب بلادها من اتفاقية باريس للمناخ في 2017، والتي تسعى لتحويل اعتماد الاقتصاد العالمي بعيدا عن الوقود الأحفوري خلال هذا القرن، ومنع التدخلات البشرية الخطيرة في النظام المناخي التي تشمل انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي كان لها تأثيرا سلبيا كبيرا على البيئة العالمية والامريكية.

وجاء رفض الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو للدعم الدولي وللتحرك من أجل حماية غابات الأمازون المحترقة في حينها، والتي تعتبر الرئة التي تنتج عشرين بالمئة من الأوكسيجين على كوكبنا، لأسباب سياسية بحتة. بالإضافة الى محاولة الحكومة الامريكية هذه الأيام لرفع الحظر المفروض منذ اكثر من عشرون عاما عن قطع واجتثاث الأشجار في غابة تونجاس الوطنية في ألاسكا التي تبلغ مساحتها 16.7 مليون فدان، وتحويلها الى مناطق صناعية، والتي بدورها ستؤزم الوضع البيئي في الاسكا وامريكا والعالم بشكل اكبر.

نتمنى ان لا نجعل مستقبل اجيالنا ومستقبل عالمنا الجميل رهينة لمكاسب سياسية انتخابية محدودة وقصيرة العمر، ولنترك عالما افضل لأجيالنا القادمة.

عندما ترزق عائلة بأطفال، تسعى كل جهدها ولسنوات طويلة لتوفير افضل حياة لهم، معيشة وتغذية وصحة وتعليم وكل ما يساعدهم للنمو والتطور والوصول الى غاياتهم، نعطيهم كل شيء، ولكن عندما تأتي الأمور لبيئة صحية وطبيعة نقية وجو ملائم، نضع ذلك خارج قوس كأنها قضايا لا تخصنا، ونتذرع بعشرات الاعذار والتفسيرات كي لا نتحمل المسؤولية. اليس هذا غريبا؟

ارفعوا اصواتكم من اجل حماية مستقبل اجيالنا القادمة، من اجل ارض خضراء ومياه عذبة وهواء صافي.

20 أيلول 2019

  كتب بتأريخ :  السبت 21-09-2019     عدد القراء :  2772       عدد التعليقات : 0