الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
من يمثل العراق...

من يتابع اخبار الضربة الامريكية الغبية التصعيدية على العراق وتبعياتها يتضح له ان هناك بالفعل أكثر من ممثل واحد للشعب العراقي.

فهناك عراق الساحات المنتفضة السلمية وشبابها الذين أعطوا أكثر من خمسمائة شهيد وعشرات الألوف من الجرحى والمعتقلين، على يد القوات الأمنية والمندسين من مليشيات الأحزاب الاسلامية المدعومة من إيران، او ما يسمى بالطرف الثالث.

والهم الوحيد لهؤلاء المنتفضين هو إيجاد مستقبل أفضل لهم ولعوائلهم، عن طريق التخلص من الفساد والمحاصصة الطائفية، وبناء وطن مدني ديمقراطي يتساوى فيه الجميع وتطبق فيه العدالة الاجتماعية، ويرتفع فيه الوطن والمواطنة.

ولكن صباح اليوم كان هناك عراق اخر امام السفارة الامريكية في بغداد، عراق مليشيات إسلامية وقياداتها المدعومة من إيران تحاول جعل العراق ساحة لتصفية الحساب مع أمريكا دفاعا عن إيران.

منذ أشهر تحاول إيران وميلشياتها المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان جر أمريكا الى صراع عسكري بالتحرش المستمر بالمصالح والمؤسسات الامريكية، في محاولة لكسب العطف الدولي والمحلي والطائفي لصالحها، وتخفيف تأثير الحصار الاقتصادي المفروض عليها، وارغام أمريكا لسحب قواتها من المنطقة.

والحكومة الامريكية بعدم وضوح سياستها في المنطقة، وتخبطها وتعنتها في اخذ القرارات، وفشل سياستها التجريبية الأحادية الجانب في المنطقة، وعدم ادانة الهجمة الإرهابية ضد المنتفضين، أدت الى تفاقم معاناة شعبنا وممثليه في ساحات الانتفاضة.

وبدلا من أن توَجه أمريكا ضربتها الى قواعد المليشيات ومعسكراتهم داخل إيران، ضُربت قواعد عراقية داخل العراق مما أدى الى قتل وجرح العشرات من العراقيين.

ان تحويل العراق الى ساحات لتصفية الحسابات بين إيران وامريكا لن يضر الا الشعب العراقي، ويدفع العراق الى مستقبل مظلم لا نهاية له.

على الشعب العراقي أن يرفض اي ضربة عسكرية أمريكية غير موجهة ضد الارهاب الداعشي، ويجب تحديد زمنا لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

وعلى الشعب العراقي ان يطالب بحل المليشيات المسلحة ويرفض أي تدخل إقليمي في الشؤون العراقية.

أن الضربة الامريكية أعطت عمرا إضافيا للمليشيات المدعومة من إيران، وخفتت الاضواء على المطالب المشروعة السلمية للمتظاهرين الابطال في ساحات الانتفاضة.

إن الصوت الوحيد الذي يمثل العراقيين هو صوت شباب ساحات الانتفاضة السلميين، الذين يطالبون بوطن خال من التفرقة والانقسام والتخلف والفساد.

هؤلاء هم صوت المستقبل.

31 كانون الأول 2019

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 31-12-2019     عدد القراء :  2640       عدد التعليقات : 0