الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
على هامش الخلاف بين علي وعمر...

مع الإقرار بوجود خلاف بين علي وعمر حول أحقية أيهما بالسبق بالخلافة، لكن ذلك الخلاف لم يرقَّ لأن تُجرد بسببه السيوف من أغمادها ولا حتى القطيعة بين الرجلين فعمر لم ينف علي من مجلسه وعلي لم يغادر الديار مثلما فعل سعد بن عباده محتجاً...

إذن الخلاف كان بين من ومن...؟ وما سببه...؟

توصف دولة عمر بحقبة هيبة الدولة وحكم القانون وليس أدل على ذلك من تمكينه المصري المُتجاوز عليه بالميل على صلعة عمرو بن العاص والنيل من "الأكرمين"... وأيضا عندما رفض أداء الصلاة في كنيسة القدس كي لا يستأثر التابعين بها ويحولونها إلى مسجد...

أما دولة علي فتوصف بأنها دولة المساواة وحقوق الإنسان دون منازع...

وكلا الرجلين قائد فذ يندر أن يتكرر ولكن ... عندما ساوى علي بين الناس في العطاء صرخ بوجهه الزبير قائلاً: أتعطيني مثل عبدي وأنا أنا ...؟!

فكان جواب علي له من نفس جنس السؤال ورد عليه قائلاً: وقد أعطيت قنبر مثلما أخذت، وأنا أنا... وقنبر خادمه...

هؤلاء هم طرفا الخلاف أصحاب المنطق الزبيري مقابل المنطق العلوي وهذا هو جوهر الخلاف، أصحاب المنطق الزبيري يتبنون منطق السيد والعبد يرون فيما يحسبونه واهمون من دم أزرق يجري في عروقهم متأتياً من النسب الرفيع أو النفوذ بسبب السلطة والمال يشكل فارقاً بينهم وبين الآخرين يرتب لهم حقوقاً لا يستحقها غيرهم وبين المنطق الذي يقول بالمواطنة ويقول إن الإنسان أخو الإنسان ولا يتميز عن غيره إلا بالعطاء ...

صدقاً أقول إن من يشتمون عبد الكريم قاسم و"يتمرغلون" تحت أقدام نوري وعبد الإله ينطلقون من نفس الزاغور الزبيري "أتعطيني مثل عبدي وأنا أنا ...؟" ومثلهم الذين يصمتون صمت القبور يوم 17 تموز وينطلقون من الزاغور ذاته " وأنا أنا...".

لأن عبد الكريم حاول ينصف قنبر الفلاح من سيده الإقطاعي، وانتشل مئات الآلاف من العوائل من الصرائف لبيوت الطابوق على صغرها، ولم يميز في سياسته بين العربي والمندائي والكلدوآشوري، ولم يكن تابعاً لا للشاه ولا لعبد الناصر وهذا أكثر من كافٍ ليكون مناهضاً للمنطق الزبيري...

هل يرعوي أصحاب المنطق الزبيري...؟ ومتى...؟

نعم ...عندما يمددون في حفرهم قسراً وهم لا يملكون من أمرهم رشدا وتهاجمهم البكتريا فتملأ ثناياهم وتنهشها نهش الذئاب في حين أنها مجرد بكتريا ضئيله وحقيرة وعندما يفتح أحدهم فاه ليقول لها كيف تفعلين ذلك بي وأنا أنا...؟ تقول له : أكل تبن...

* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).

  كتب بتأريخ :  السبت 18-07-2020     عدد القراء :  2679       عدد التعليقات : 0