اليوم الثاني:
حتى تكون حركتنا مضبوطه ينراد استحضارات تركز على 3 جوانب مهمة:
وضوح الرؤية والاستعداد لأسوأ الاحتمالات ودقة التنفيذ:
اولاً: وضوح الرؤية:
1. للحكم رسالة سامية تنطوي على ادارة الشؤون العامة للبلد بما يحقق سيادته وأمنه واستقراره ، وضمان أمن وحياة وكرامة ومعيشة المواطن، وتحقيق الوئام والسلم المجتمعي، وضمان تكافؤ الفرص بين العراقيين باعتماد معيار المواطنة وحده، وادارة مقدرات البلد بكل أمانة وكفاءة بما يحقق الرخاء للمجتمع وتلبية حاجات المواطن ...هذه هي رسالة الحكم وحتى تتأكد من صحة ما أقول أقرأ الدستور.
- هل أن الحاصل في العراق حالياً هو هذا...؟ أم ان سيادة البلد باتت نكته واستقراره بات أضحوكه وأمنه 24 ساعه الشوارع والطرق مليانه ارتال مسلحة ما تعرف من هو اللي وياك ومن هو اللي عليك... والهاشمي بعد التقصي سنه ونيف يطلع القاتل ضابط بالداخلية يشتغل أوفرتايم ويا الفصائل المسلحة... بربك هاي داخلية لو ينرادلها إعادة چرخله مو اعادة هيكله...؟
أما عن أمنك وحياتك ... فالكورونا ببشاعته وقسوته بات خطره عند العراقيين زلاطه مقارنة بالإغتيال والخطف لأن الكورونا على الأقل ينطيك عطوه 3 أيام تشبع شوف من مرتك واذا ناموا الجهال احتمال تحصلّك لقاء حميمي تقتات بيه برحلتك الأبديه بين ما تلتقي بالحورية المخصصة لك في حين الكاتم ما تدري من تطلع ترجع للبيت لو تلتحق بالرفيق الأعلى على طريقة أون لاين...
والمواطن تشتبه بيه الشرطة بسبب تشابه الأسماء وأهله يركضون للقاضي يشوفوه المستمسكات ويجيبون قرار الأفراج عنه، الشرطة تسلمهم جثته لأن مات بالتعذيب ومو بس حالة وحده انما حالات... أما عن حقوق الانسان فحدث ولا حرج الثكلى تلطم على ابنها المغدور بالكاتم يثكلوها بالثاني وكل ذنبهم انهم ناشطين مدنيين...
وقدر تعلق الأمر بقضية الوئام والسلم المجتمعي فقد بات الخصام بديلاً عن الوئام في هذا البلد وشلون خصام كله بالأعتدة المطلية باليورانيوم المنضب والمسيّرات... أما الخصام بين الساسة ... فهذا يعيّر خصمه بزوجته اللي كَرصها شيشاني وذاك يعيّر خصمه بزوجته اللي غمزلها أفغاني ... حتى اننا استبدلنا حياة بحياء وصارت تقرأ ولكن لا حياء لمن تنادي...
وعن تكافؤ الفرص والله أمس شفت صورة وليد ما مخلص ابتدائية ومن تحط اصبعك على أرنبة أنفه تلكَيها ما مفطوره لأن بعده ما بالغ الحلم يكَولون عليه يشتغل نائب محافظ ذي قار عاد البابا من أجا اتشرف بلقائه لو لا...؟ هاي ما أدري بيها...
أما عن خدمات المواطن فدونك الكهرباء والمستشفيات وعندها تجد ما يسد نهمك من كوارث... وفيما يتعلق بأمانة الحكام في العراق في التعامل مع مقدراته وأمواله... فأمر لا يتطلب بحثاً....
في هذه الحال هل ان التغيير السياسي في العراق بات دردشة صالونات لتمضية الوقت، أم انه فرض عين...؟
2. التغيير السياسي يتم إما من خلال:
- إما الانتخابات: وهذه هي الحالة المثالية ... ولكن صدام ايضاً كان يجري انتخابات وبنسبة مشاركه تصل الى 99%... فإذن القضية ليست مجرد انتخابات ولكن بشروطها... فاغتصاب الأصوات إن بالتخويف أو شراء الذمم أو تزوير الارادة الجمعية للناس أو التزوير في الصناديق ليست من بين الشروط السامية للانتخابات ولن يتحقق التغيير من خلالها...
- أو الانقلابات: وهذه نوعين :
- أما الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري يقوده ضباط في الجيش وأقرب مثال لذلك انقلاب مينمار وقبله انقلاب السيسي،وقبلهما انقلاب سوار الذهب ... والسؤال هنا: هل ان الانقلاب العسكري شر مطلق...؟ لا... فالانقلاب في مينمار شر مطلق لكن انقلاب السيسي على الإخوان انقذ مصر من شر مطلق وانقلاب سوار الذهب على نميري خير مطلق لكن البشير خطفه فمزق السودان وحكم بالجلد والقرباج فكان شر مطلق ...
- أو الاستيلاء على السلطة من قبل مجموعة من المدنيين تستولي على السلطة بقوة السلاح كما فعلت طالبان قبل اكثر من 20 سنه وستعيد الكرة في الأسابيع القادمة... وطالبان وشبيهاتها شر مطلق في الماضي والحاضر والمستقبل...
- الانتفاضة الشعبية: وهذه حصلت في تونس فسرقها الغنوشي وحزب النهضة وفي مصر عندما انتفض الناس على حسني مبارك سرقها الإخوان وحزب الحرية والعدالة وانتفاضة السودانيين على البشير وانضم اليهم العسكر في انقلاب مماثل لانقلاب السيسي ومع انها تسير ببطء نحو الديمقراطية لكن مئالها ما زال متأرجحاً...
- هل ان الانقلاب يتم بالصور المذكورة فقط ...؟ لا... فالانقلاب يحصل عن طريق الانتخابات أيضاً لأن الانقلاب لا يعني فقط تقويض الأشكال المظهرية للديمقراطية بعزل رئيس الدولة وحل البرلمان وتجميد العمل بالدستور وانما يعني انقلاب الحكم على ما تعهد به للشعب والانقلاب على قيم الدستور من حقوق للوطن والمواطن والانقلاب على اخلاقيات الحكم عندما يجنح الحكام الى مصادرة مقدرات الوطن والمواطن والاستيلاء عليها والتعامل مع تفويض الشعب وكأنه تنازل غير مشروط يبيح للطغمة الحاكمة امتلاك الوطن وتوظيفه لمصلحتها وايديولوجيتها ومآربها وتمعن في استغلال ذلك التفويض لترسيخ بقاءها باشاعة ثقافة منحرفة وسن قوانين تضمن بقاءها واقامة انتخابات مزورة لا على صعيد الصناديق فقط بل بتزوير ارادة الناس والا قل لي بربك كيف وصل هتلر وحزبه النازي لحكم المانيا وتسبب بكوارث شملت العالم كله ، وكيف وصل الإخوان لحكم مصر وكيف وصل الغنوشي لحكم تونس وكيف وصل حكام المحاصصة والفساد لحكم العراق وهل ان حكمهم يمثل تماهيا مع مصلحة شعوبهم الذي تم على أساسه التفويض ام انقلاباً عليها ...؟ الا يمثل ترامب بشعوبيته وعنصريته وصلافته وتصرفاته الهوجاء بنشر الكراهية وتخريب المناخ انقلاباً على الحكم الصالح "على النمط الأمريكي"...هل جاء بانقلاب عسكري أم من خلال الانتخابات...؟
هتلر وحزبه النازي والأخوان في مصر والغنوشي وحزب النهضة وحكام المحاصصة والفساد في العراق هم الانقلابيون... والانقلاب على الانقلابيين فضيلة وعين العقل... ولكن الوسيلة اذا كانت بالانتخابات مثلما حصل في امريكا فأمر حسن ولكن هل أن الانتخابات في مصر أو تونس أو السودان أو العراق تحقق التغير المنشود...؟ أبداً...
هل يصلح الانقلاب العسكري في العراق حالياً...؟ لا لأن المؤسسة العسكرية حالياً لا تدار بالرتب العسكرية بل تدار بطريقة أون لاين وعن بعد ...
هل تصلح الانتخابات في العراق حالياً لتحقيق التغيير المنشود والانقلاب على الانقلابيين ...؟ اذا صممت وفق احكام الدستور فنعم وبشكل تدريجي...
هل تصلح الانتفاضة الشعبية في العراق حالياً لإحداث التغيير المنشود ...؟
الانتفاضة قائمة منذ 10 سنوات وتبقى الأمل الثابت والمعوّل عليه بعد استنفاذ كل المحاولات...
فمناه ورايح أرجوك لا تبحوشلي بمظاهر الديمقراطية من انتخابات وبرلمان ودستور على انها الديمقراطية بذاتها فقد قالها الرصافي قبل 70 ونيف:
علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرّفُ
وحسم الكرخي في ذات الحقبة قضية الموقف منها عندما قال:
ساعه واكسر المجرشه وانعل ابو راعيها...
وما دمت تسعى لأن تكون اسعيّد عراقي فأنبهك الى حقيقة وهي ان اسعيّد الأصلي اذا لم ينجز ما قام من أجله خلال شهر فأغلب الظن أنه سيلجأ الى نواكشوط وسيفتقد خضرة تونس ...
من أجل هذا آنا هيأت لك ما هو أفضل مما عند اسعيّد التونسي... لن أطلب منك حل البرلمان ولا تعليق الدستور ولا عزل الرئيس ولا إقالة الحكومة... وبهاي الحالة لا ينطبق على فعلك وصف الانقلاب لا من قريب ولا من بعيد ...
فأنت كما تعلم ان الجماعة من سووا الدستور كان بذهنهم شغلة وحده وهي الوصول للحكم ولتحقيق هذه الغاية لازم يحصلون على المقبولية من خلال ايهام الناس بأنهم حداثويين وديمقراطيين قح لذلك ثلث ترباع الدستور استنسخوها كوبي بيست من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر من الأمم المتحدة عام 1966 ودخلوا مالاتهم على هيئة نصوص مبعثره ضمن مواد الدستور وخلوا هوايه مواد بالدستور حمالة أوجه وثلثين مواد الدستور حطولها عبارة "ينظم بقانون" ولم ينظموها بقانون لكنها تبقى نصوص دستورية... فعلوا ذلك لأنهم لا يؤمنون بالدستور ولا بالديمقراطيه ولا بمقررات الأمم المتحده ولا بحقوق الانسان ولا بالحكم الرشيد إلا بالقدر اللي يتيح لهم الوصول للسلطة والبقاء فيها... ويتصورون الدستور شيرونهن وخالفوهن...
احنا راح نستغل غباءهم ونستثمر نقطة ضعفهم ونوقعهم بشر أفعالهم على طريقة الياكله العنز يطلعه الدباغ ... وماكو قرار نصدره اذا مو كَدامه نص دستوري ووراه نص دستوري وفوكَاه نص قانوني وتحته نص قانوني واذا تريد أكثر من نص آنا حاضر ... بس تكون كَدها والقرار اللي تصدره اللي مينفذه تسوي راسه طفايه مال جكَاير وخليك من شغلة البزخ وراح يحركَون العراق وراح تصير حرب أهليه وداعتك من يشوفون الحديدة حاميه كلمن يكَعد بمكانه وهذولا اللي مسجلين على الانتخابات يصفون بس 20% منهم ...
بس اريد منك تصير حوك وتوديلك جماعه يستنسخون قاعة الاجتماعات مالتك في بيت بالغزاليه بحيث ما تختلف عن قاعتك هاي قيد انمله وتدزلي على 3 اشخاص فقط لا غير....
* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).