الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
طير الحجل واجتثاث المالكي والذيول !!

   "يمكنك أن تعتقل ثورى ولكن لا يمكنك إعتقال الثورة" .... هيو نيوتن (ناشط حقوقي)

   صداقة متينة بين بدوي وطبيب، زار البدوي الطبيب، حيث اثار استغراب البدوي عندما شاهد بان الطبيب يحتضن "حجلا"، وعندما سأل البدوي عن هذا الاهتمام، قال الطبيب، تفضل معي لتعرف سر هذا الاهتمام! وسارا معا الى ان وصلا تلاً مرتفعاً، فأخذ الطبيب الطير ووضعه على قمة التل، فأصبح الطير يجذب أقرانه بصوته للإيقاع بهم، فتجمع عدد من طيور الحجل قربه، وهنا اخرج الطبيب بندقيته واطلق رصاصات بإتجاه الطيور، فقتل عدداً منها ما عدا طيره، وهنا اخبر الطبيب صديقه قائلاً، هل عرفت الان سبب احتضاني الطير! اجابه البدوي نعم عرفت والان اعرض عليك مبلغا كبيراً لقاء هذا الطير، وبعد الحاح البدوي ، وافق الطبيب على عرض صديقه، فأخذ البدوي الطير ووضعه في قمة التل، وقبل ان يجذب اقرانه بصوته، صوب بندقيته نحو الطير فقتله برصاصة واحدة، فأستغرب الطبيب بذلك، وقبل ان يسأله الطبيب عن سبب ذلك قال: هذا الطير يجب ان يقتل، لانه تسبب في قتل ابناء جلدته وفصيلته وجنسه وبقتله يحفظ الاخرين والوقوع في شركه !!!

   والسؤال الذي يطرح بعد قراءة هذه الحكاية، كم عدد امثال هذا الطير في العراق اليوم، الذي يقتلون ابناء جلدتهم من ابناء شعب العراق بكافة طوائفه ومذاهبه وقومياته واديانه واهداء خيرات العراق الى الغرباء من الجيران والخلان والاحباء! نعم هناك الكثير من امثال هذا الطائر من الخونة و الذيول في عراق اليوم، وهؤلاء الذيول من كيانات سياسية اسلامية وتجاهر علناً و بكل وقاحة وعلى الملأ وعبر شاشات التلفزة، بتبعيتها الى الاجنبي وعندما قامت انتفاضة تشرين الخالدة كانت من اولى مطالبهم بانهاء التأثير الايراني على العراق ومحاسبة اتباع وذيول طهران الذين يدينون بالولاء لها على حساب العراق، وتغليب مصلحة ايران على مصلحة العراق وشعبه.

   من خلال المتابع لسياسة الدولة العراقية وقوانينها عبر برلمانها السَيِّئ السُّمْعة،، نشاهد ان هذا البرلمان شرّع اغلب قوانينه، التي لم تكن سوى صفقات مشبوهة، تم تمريرها باغلب نوابه من الكيانات والاحزاب الاسلامية التي دخلت الوطن خلف الدبابة الامريكية واطلق على هؤلاء بالذيول اي الموالين لايران والذي يتحكمون وما زالوا يتحكمون في مفاصل الدولة العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية، وعندما خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع والساحات في تشرين 2019 كانت من ضمن مطالبهم حكومة جديدة وعزل الطبقة السياسية الحاكمة وإنهاء النفوذ الإيراني. ولكن الحكومة والمليشيات والاحزاب الاسلامية الفاسدة قتلت المئات منهم وجرحت الالاف امام انظار العالم اجمع، لان شعارهم كان "نازل أخذ حقي، وأريد وطن مستقل وغير تابع!"

   ان مشكلة العراق الكبرى هي المليشيات التابعة للاحزاب السياسية الاسلامية التي تعمل لمصلحة ايران ولمصالحها الشخصية واهملت جميع الخدمات التي يجب ان تقدم للشعب العراقي بل ازدادت تلك الخدمات سوءاً وكانت الحصيلة، مستشفيات متهدمة ومدارس لا تتوفر فيها ابسط الخدمات واكثر من 900 الف طفل عراقي لا يجد موقعاً له في التعليم وهو في عمر التلمذة وتسرب الالاف من الطلبة من مقاعد الدراسة وتخريب البلد في جميع مفاصل الحياة.

   من ابرز الاحزاب السياسية الاسلامية التي تسيطر على حكومات العراق المتعاقبة منذ 2003، هو حزب الدعوة او الموالين له او لايران ، بدءاً من الجعفري والمالكي والعبادي وعبد المهدي، وتاريخ هذا الحزب مليئ بالاجرام والتخريب، وبالرغم من حكم الاحزاب الاسلامية الشيعية في العراق ولكن ابناء جلدتهم من الشيعة والاخرين يعيشون في وضع مزري ويعانون من سوء الخدمات من كافة النواحي وخاصة الزراعية والصناعية ، لكي تعمل مصانع ايران باقصى طاقاتها من اجل تصدير انتاجها الردئ الى العراق وهدر ملايين الدولارات من قبل تلك الاحزاب والموالين لايران من جراء السماح بدخول المخدرات الى داخل المدن لتفتك بالشباب والقضاء على احلامهم وتحقيق هدف تلك الاحزاب، بجعل العراق احدى الولايات الايرانية، وازدياد عدد حملة الشهادات العالية بدون عمل والذي ينتج البطالة والتشرد والذي يؤدي الى ازدياد الجريمة بانواعها!!.

   هنا نعود الى حكاية البدوي عندما اطلق الرصاصة على طير الحجل وقتله ، ليحفظ الاخرين في الوقوع في شركه، كذلك يجب ان يتخلص الشعب العراقي من حزب الدعوة الذي اصبح لا يقل بطشاً ودكتاتورية عن حزب البعث، ولهذا آن الاوان لتشريع قانون اجتثاث حزب الدعوة، كما تم اصدار قانون اجتثاث حزب البعث ومحاكمة من لطغت اياديهم بالدماء واولهم أمين عام حزب الدعوة الإسلامي ومؤسس الدولة العميقة، نوري المالكي الذي امر بانسحاب الجيش والقوات الامنية من الموصل وتسبب ذلك في الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين وجرائم ضد المسيحيين والشبك والتركمان وكذلك الذي تسبب في مجزرة سبايكر، وجرائم اخرى ليست خافية على الشعب العراقي، ان حزب الدعوة وقائده نوري المالكي لا يختلف قيد انملة عن ما فعله حزب البعث وقائده صدام حسين من استبداد وسجن واعتقال وتعذيب واغتيالات وتغييب المئات من المواطنين الابرياء ما زالوا مجهولي المصير!!

   ربما يسأل احد القراء الاعزاء ومتى يتم ذلك!الاجابة ليست صعبة، لان ثورة تشرين الخالدة لم تمت ، وكما قال الضابط لتشي جيفارا عند اعتقاله ، اعترف هذه النهاية، بصق تشي جيفارا في وجهه وقال ان قتلتني تكون هي البداية وليست النهاية، وثورة تشرين لم تسقط او تمت بل هي البداية.

  كتب بتأريخ :  الخميس 05-05-2022     عدد القراء :  2574       عدد التعليقات : 0