الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ثورة تشرين الشعبية بين الواقع والطموح

اولا.. ان ثورة تشرين ـ اكتوبر الشعبية الشبابية السلمية هي نتيجة حتمية و موضوعية بسبب فشل نظام المحاصصة المقيت الذي اصبح معرقل لعملية التطور الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع الطبقي العراقي وبالتالي لا بد من تقويض نظام المحاصصة المقيت وولادة نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد، نظام شعبي وديمقراطي يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع العراقي.

ثانياً.. ان قادة نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي هم نتيجة للتنسيق بين اميركا وايران، بهدف اسقاط النظام الديكتاتوري السابق، ولكن المتنافسين الاميركان والايرانين لم تكن لديهم رؤية واضحة ما بعد تقويض النظام السابق، وعلى هذا الأساس دخل المجتمع العراقي في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري واشعلت الحرب الأهلية وخاصة للمدة 2005-2010، وما بعدها تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والامني اكثر وتفشت البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب وتخريب منظم للقطاع الصناعي والزراعي والتعليم والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة، وتفشي الفساد المالي والإداري وبشكل مرعب ومخيف، وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية، وواجه العراق منذ عام 2003 ولغاية اليوم ازدواجية الاحتلال الامريكي والإيراني في آن واحد،وهذه تكاد أن تكون تجربة فريدة من نوعها.

ثالثاً.. ان قادة نظام المحاصصة المقيت هم اشبه ((بالكرادة)) التي تلصق نفسها في.....، اي تمسكهم المفرط والمميت بالسلطة بهدف الاثراء الفاحش واللاشرعي واللاقانوني مع غياب،ضعف تطبيق القانون وغياب الرقابة الشعبية على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية،بدليل فجأة تحولوا من حفاة،جياع.....،الى مليونيرية ومليارديرية بقدرة قادر؟!.

رابعاً.. ان اي حكومة يتم تشكيلها بمعزل عن ارادة الشعب العراقي والمتظاهرين السلميين و ارادةالثورة الشعبية ليس لها مستقبل وهذه معادلة سياسية جديدة في الوضع السياسي العراقي ومهما حاولت القوى الاقليمية والدولية، وهذه الحقيقة الموضوعية الغائبة عن النخبة السياسية المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة

خامساً.. ان قادة نظام المحاصصة المقيت وخاصة المكون الشيعي قد اصابهم الغرور والعمى السياسي في التمسك بالسلطة وبشكل مرعب ومخيف واعتبروا ان النظام الحاكم اليوم هو نظامهم المأزوم بنيويا ، وهم يسعون إلى خصخصة هذا النظام الطفيلي والمتخلف والفاشل ويتناسون ان اسقاط النظام السابق قد تم بفعل عامل خارجي وتم التنسيق مع ايران وليس لاي مكون طائفي، قومي اي دور في تقويض النظام السابق ولولا العامل الخارجي لاستحال تقويض النظام السابق وهذه الحقيقة الموضوعية، فغرور المكون الطائفي الشيعي في السلطة سوف يسقطهم من الحكم وبشكل نهائي، وهم فشلوا في ادارة شؤون الدولة لان هدفهم الاثراء الفاحش بالدرجة الأولى ولن يختلف المكون السني والاكراد كثيرا عنهم.

سادساً.. ان هدف ثورةاكتوبر الشعبية الشبابية السلمية هو تقويض اسوأ نظام عرفه تاريخ العراق الحديث الا وهو نظام المحاصصة المقيت الذي تم فرضه على الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية من قبل القوى الاقليمية والدولية، وهو يتناقض مع اهداف وتطلعات الغالبية العظمى من الشعب العراقي، لانه نظام غير مألوف وغير شرعي وغير صالح ،ويصر قادة المكون الشيعي نقل تجربة ايران، نظام ولاية الفقيه وفرضها على الشعب العراقي لا يمكن ان يكتب لها النجاح اصلا، وهي مرفوضة من قبل الغالبية العظمى من الشعب العراقي، مرفوضة من قبل ثورة اكتوبر الشعبية الشبابية السلمية ومن قبل المتظاهرين السلميين، لان الوضع في العراق من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية يختلف عن ما في ايران.

سابعاً.. تم تكريس نظام المحاصصة المقيت، وان الوعود التي تحدث عنها رئيس الوزراء المكلف لن يستطيع تنفيذ اي وعد منها اصلا،فهل بستطيع محاربة الفساد المالي والإداري وخاصة في قمة السلطة؟ هل يستطيع حصر السلاح في يد الدولة وحل جميع الميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة وغير التابعة للاحزاب والمدعومة من قبل ايران؟....... انها وعود فارغة ومخدرة للشعب العراقي وغير صادقة،وهو بنفسه لا يصدق ما قاله في خطابه.

ثامناً.. ان نظام المحاصصة الطفيلي والمتخلف المقيت،وخاصة المكون الشيعي قد اوغل في الجرائم منذ الاحتلال الامريكي للعراق بشكل عام وخلال اندلاع ثورة اكتوبر الشعبية الشبابية السلمية بشكل خاص فتم استخدام القوة المفرطة والإجرامية والمتوحشة ضد المتظاهرين السلميين وخرق للدستور والقانون العراقي من قبل المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة وغير التابعة للاحزاب والمدعومة من قبل قوى اقليمية، فتم استخدام الرصاص الحي، الغازات المسيلة للدموع، القناصين المجرمين، الخطف والاعتقالات ومداهمات البيوت بحثا عن النشطاء من المتظاهرين السلميين، السلاح الابيض، الكواتم والهروات والعبوات الناسفة وقلع العيون وكسر الاصابع والاغتصاب والتعذيب الوحشي للمعتقلين واخذ التعهدات من المتظاهرين السلميين، وهذه الاعمال تذكرنا ما قام به الحرس اللاقومي في الانقلاب الفاشي الاسود عام 1963،ولكن اين ذلك النظام الاسود؟واين قادة هذا الانقلاب الفاشي والدموي.؟!

تاسعا.. ينبغي التاكيد على استمرار سلمية ثورة اكتوبر الشعبية الشبابية بالرغم من التضحيات الكبيرة ، والانتهاكات التي قامت بها مليشيات مسلحة خارجه عن القانون العراقي ومدعومة من قبل السلطة الحاكمة والغاشمة ومن قبل قوى اقليمية، فقد تجاوز عدد الشهداء 600،والجرحى اكثر من 27000،و3000 بين معتقل،مغيب، مختطف، فكلما اوغلت القيادة الشيعية بالجرائم ضد المتظاهرين السلميين وازداد عدد الشهداء، زاد اصرار المتظاهرين السلميين الابطال في تحقيق اهدافهم المشروعة وفي مقدمتها تقويض نظام المحاصصة المقيت

عاشرا..... ما العمل؟

ان المخرج الوحيد يكمن في اقرار مرحلة انتقالية مابين2-3سنة على الاقل وتشكيل حكومة انقاذ وطني، حكومة كفاءات وطنية بعيدة عن منظومة 9 نيسان الفاسدة، بعيدة عن نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي المقيت والفاشل، ويمكن ان يكون رئيس الحكومة الانتقالية شخصية عسكرية /مدنية، يتمتع بشعبية كبيرة من قبل المتظاهرين السلميين والشعب العراقي، كفؤة ومخلصة ومهنية، ومخلص ويتمتع بالاستقلالية والحسم المبدئي وفق القانون ولمصلحة الشعب العراقي وان يحضى بدعم وإسناد من الشعب العراقي والمتظاهرين السلميين خلال فترة المرحلة الانتقالية ومن أهم المهام امام الحكومة الانتقالية هي الاتي ::

**حل البرلمان ومجالس المحافظات كحلقة فائضة وفاسدة في النظام الاداري.

**حل المفوضية العليا لشؤون الانتخابات وتشكيل لجنة جديدة تظم القضاة وشخصيات وطنية مستقلة كفؤة ومخلصة للشعب العراقي.

**تشريع قانون جديد للانتخابات البرلمانية المقبلة.

**تشريع قانون جديد للأحزاب السياسية في العراق.

**تشريع قانون من اين لك هذا.

**تشريع قانون يؤكد على حصر السلاح في يد الدولة وحل جميع الميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة وغير التابع ةللاحزاب والمدعومة من قبل قوى اقليمية.

**العمل على الغاء قانون رفحاء اللاقانوني والغير عادل والتعامل معهم وفق قانون التقاعد الموحد لرب الاسرة فقط.

**العمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة حول الاجرام الذي حدث ضد المتظاهرين السلميين.

**تشكيل لجنة لكتابة الدستور الجديد للبلاد ويكتب بايادي عراقية متخصصة في الميدان القانوني والاقتصادي والسياسي.....،

**اجراء استفتاء شعبي ديمقراطي على طبيعة النظام السياسي اللاحق رئاسي، برلماني وباشراف الامم المتحدة والشعب هو صاحب القرار النهائي

في ذلك في يد شعبنا العراقي فاذا قرر شعبنا العراقي اختيار النظام البرلماني فمن حقه وهذا ينبغي ان يتم تحت اشراف منظمة الأمم المتحدة ورقابة شعبية عراقية مباشرة من قبل جميع الاحزاب السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والمنظمات الجماهيرية والمهنية والشخصيات الوطنية...

نعتقد، ان الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري اليوم في العراق معقد ومتشابك وغاية في الخطورة، وان القوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين...، تلعب هذه القوى المتناقضة فيما بينها دوراً مهماً وكبيرا وموثرا في توجيه العامل الداخلي ولصالح هذه القوى الدولية والاقليمية وبالضد من مصالح الغالبية العظمى من الشعب العراقي، اي بمعنى ان العامل الخارجي هو الموجه والمنظم للعامل الداخلي وهذه هي الكارثة المحدقة على شعبنا العراقي من الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم.

نعتقد، ان النظام الرئاسي ولمرحلة انتقالية ووفق طبيعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والامني والعسكري هو الشكل الملائم لتحقيق الأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع العراقي بهدف وضع الامور جميعها على السكة السليمة كما يقال وبعد انتهاء المرحلة الانتقالية للمدة 2024-2030 مثلاً يتم طرح استفتاء شعبي ديمقراطي وباشراف دولي حول طبيعة النظام السياسي اللاحق رئاسي، برلماني والشعب هو صاحب القرار النهائي في ذلك.

يمكن القول، بدون تحقيق ما تم ذكره اعلاه وغيره سوف يبقى الشعب العراقي وقواه السياسية في دوامة العنف والفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني....، ويرافق ذلك تكريس التخلف والتبعية للقوى الاقليمية والدولية ونهب ثروةالشعب العراقي وتحويلها للخارج من قبل المتنفذين في السلطة.ان جميع السيناريوهات السوداء والخبيثة والكارثة قائمة وخطرة على شعبنا العراقي ومنها: احتمال تقسيم العراق المحتل اليوم الى دويلات (( مستقلة)) في الشمال والجنوب والمنطقة الغربية، واحتمال اشعال الحرب الأهلية وهي تحمل طابعاً طائفيا ان حدثت،اي ان هذه السيناريوهات وغيرها تعني ضياع العراق وهذا ما تهدف اليه القوى الاقليمية والدولية بهدف نهب ثروة الشعب العراقي وتكريس التبعية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع لهذه القوى الهدامة.

على شعبنا العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والمنظمات الجماهيرية والمهنية والشخصيات الوطنية والتقدمية واليسارية من ان يشعروا اليوم بمسؤولياتهم الكبيرة للحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعباً وثروة ًوالعمل الجاد من اجل احباط المخطط الهدام والتخريبي والاجرامي الداهم على شعبنا العراقي، فخطر الكارثة المحدقة قائم اليوم على شعبنا العراقي احذروا ذلك. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك؟ .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 21-02-2023     عدد القراء :  1317       عدد التعليقات : 0