الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الحشد والتغير الديمغرافي في الجانب الايسر من الموصل!!

" اسوأ انواع التطرف هو التطرف الديني العميل  والذي يخدم مصالح دول اخرى على حساب مصلحة الوطن"

بعد تحرير الموصل من براثن الدواعش،  من قبل القوات المسلحة  بكافة صنوفها  والقوات الامنية و وبعض الفصائل من  الحشد الشعبي  والدور الفعال لتحالف الطيران  الدولي  والذي كان هو الفاصل  لانهاء الدواعش ،  هرب الكثير  من الدواعش خارج  الحدود العراقية  باتجاه سورية وتركيا  وتم القاء القبض على عدد  كبير منهم   و ايواء نسائهم واطفالهم في معسكرات داخل العراق، واستقرت فصائل من الحشد الشعبي في الموصل   بحجة  المحافظة  على استقرار المحافظة  وعدم عودة  الدواعش الى  المحافظة مرة اخرى، مستغلة الفراغ الاداري والامني  ثم قامت هذه الفصائل التابعة للاحزاب السياسية الاسلامية  الشيعية  ومليشياتها واهمها عصائب اهل الحق بقيادة  قيس الخزعلي، الاستحواذ على الاف من العقارات العامة والخاصة  بطرق واساليب مختلفة  ومنها تزوير السجلات او الاستلاء عليها بقوة السلاح و  قتح المكاتب الاقتصادية والتي تتحكم بالاعمال البلدية والمقاولات والانشطة الاقتصادية  والسيطرة على كافة المؤسسات الحكومية، ووفق مصادر مطلعة بان وفدا من ابناء الموصل التقوا مع رئيس الوزراء محمد  شياع السوداني  في زيارته الاخيرة للموصل  وتم ابلاغه   بتدخل  تلك الاحزاب بمقدرات الموصل وثروتها، وبالرغم  من تشكيل  لجنة في البرلمان العراقي  حول هذه التجاوزات  وقدمت تقريرا مفاده بان تلك المكانب لها دور فعال في الاستلاء على املاك المواطنين، اضافة الى استغلال الاراضي الزراعية وتقطيعها  وبيعها خلاف للقانون  وباسعار باهضة! ويتم ذلك بالتعاون مع موظفين في دوائر التسجيل العقاري   بعد  ان تلقوا "تهديدات بالتصفية لهم ولعائلاتهم "مجبرين  تحت السلاح!! والذي ادى الى فقدان 9000 عقار وتزوير أوراق وسجلات آلاف أخرى، لكن الجهات المستفيدة التي وقفت خلف تلك الأعمال ظلت بعيدة عن القضاء  ولكن حكومة محمد  شياع السوداني  لم تتخذ  اي اجراء لانهاء هذا التجاوز، لان  حكومة السوداني  ليست سوى اداة من ادوات الاطار التنسيقي الموالي لايران!

جميعنا  نعلم بان حجم الدمار الذي طال البنية التحتية  في الجانب الايمن من الموصل هو  اضعاف ما حل بالجانب الايسر،  كما  نعلم جميعنا بان الموصل يتكون ابنائها من الاغلبية السنية،  والاقلية  من التركمان  والشبك الشيعة والاكراد  والايزديين وعدد ضئيل جدا من المسيحيين الذين عادوا  الى الموصل بعد التهجير وتحرير الموصل.

بالرغم من مرور اكثر من ستة سنوات على تحرير الموصل ، ولكن الجانب الايمن ما زال يعاني خرابا  كبيرا  والاعمار فيه  يسير بشكل بطيء ولكن نجد بان  حركة الاعمار مستمرة  في الجانب الايسر  وتجري على قدم وساق وبشكل لافت للنظر، حيث بلغ  سعر المتر الواحد في الجانب الايسر بين 6 – 8 مليون دينار عراقي، اي اغلى من سعر المتر المربع  الواحد في احياء بغداد الراقية  ومنها  الكرادة  "3" مليون ،المنصور"5" مليون  شارع فلسطين"2"  مليون وهناك حملة  قوية جدا على شراء الاراضي  في الجانب الايسر،  من قبل الاحزاب الاسلامية الشيعية  ويلاحظ  بان  اموال  كبيرة تضخ   من تلك الاحزاب   لشراء  مساحات شاسعة  مملوكة للدولة  وزراعية  يمنع تغير جنسها  ولكن عن طريق تزوير المستمسكات الرسمية  تم الاستلاء عليها  لجلب ابناء الجنوب  والتركمان الشيعة  واسكانهم  في هذه المساحات   اي سياسة التغير الديمغرافي  في محافظة نينوى، وهنا يتضح كما يجري   في تنفيذ البرنامج المبرمج الموالي لايران  من قبل تلك الاحزاب  في التغير الديمغرافي الذي بدأت به   فصائل الحشد الشعبي في بلدات سهل نينوى بقيادة وعد القدو  الشبكي وفصيله 30 وريان الكلداني   وفصيله 50  في الاستلاء على عقارات المسيحيين  و  تفريغ  هذا السهل منهم  ومثال ذلك بلدة برطلة  الذي  انخفضت نسبة المسيحيين فيها الى اقل من 50 بالمئة!! كما هناك اكثر من 150 دار  هجرها اصحابها الى اقليم كوردستان والى دول  الانتظار والمغتربات!!.

في الموصل الان  غضب شعبي كبير ضد تلك الفصائل التي تسير وفق خارطة وضعتها ايران من اجل التغير الديمغرافي في الجانب الايسر وينفذ هذه الخريطة الاحزاب الاسلامية الشيعية والمكاتب الاقتصادية التابعة للحشد الشعبي ولشخصيات سياسية مستفيدة من أعمال التزوير التي طالت آلافاً من العقارات و في هذا الوقت  بالذات    يطالب الوقف الشيعي في الموصل بتحويل المواقع  الدينية  والاملاك التابعة للوقف السني   الى  سلطته وبهذا تكون قد استطاعت  فصائل  الحشد الشعبي ومكاتبها الاقتصادية ان تبدأ بالتغير الديمغرافي في  الجانب الايسر من الموصل  والذي يخدم التشيع في المحافظات السنية  خدمة لايران و تنفيذ خططها في التوسع للهلال  الشيعي في العراق ولبنان وسورية!! وهنا اصبحت المؤامرة مكشوفة امام ابناء الشعب العراقي والتي ينفذها ذيول ايران والذي لا يقبل الشك بان اجراس الخطر تدق  بقوة لو استمرت هذه الفصائل من الحشد الشعبي  بهذا التغير الديمغرافي   وبالتالي  ظهور بعض الاطراف المتشددة وحينذاك تستيقظ الخلايا النائمة  من الذين  كانوا وساعدوا الدواعش  في عام 2014، وهنا تتجدد المخاوف من عودة شبح الدواعش  في العراق، ونحن نرى ونسمع  في الفترة الاخيرة  بتسلل عناصر التنظيم من الثغرات الامنية والحدود السائبة مع سورية  اي عودة عناصر من الدواعش وظهورهم  مرة اخرى   في ظل غياب السيطرة المركزية  في مناطق كثيرة من العراق.

  كتب بتأريخ :  الأحد 11-06-2023     عدد القراء :  1110       عدد التعليقات : 0