الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تحالف اثرا و اتلاف حمورابي .. والاخرين لماذا لا نتعظ!!

"يكفي ان تدق الباب أو تطل بوجهك من النافذة .. لا حاجة بك الى اللف و الدوران"

"شارلوت جراي"

قبل فترة  علمنا عن طريق منصات التواصل الاجتماعي بعقد اجتماع لخمسة احزاب مسيحية  وهي المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، واتحاد بيث نهرين الوطني، والحزب الوطني الآشوري، وحزب أبناء النهرين، والحركة الديمقراطية الآشورية (زوعة) وقررت هذه الاحزاب  عن تشكيل تحالفا جديدا يحمل اسم "اثرا" كما علمنا هناك تحالفا يحمل اسم  ائتلاف "حمورابي" ويتكون من تيار شلاما والرابطة الكلدانية والمجلس الكلداني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وتجمع السريان، ولا نشك بان هاذين التحالفين قد تم تاسيسهما بعد عدة اجتماعات  ولقاءات  تمخض عنهم  "اثرا" و"حمورابي" وبدون ان نخوض بالتفاصيل عن  سيرة  الاحزاب المنضوية  تحت  اسمي "اترا"و"حمورابي"   وربما نقبل بالشك بانهما لا يخوضان في سباق الانتخابات  على مستوى مجالس  المحافظات  المزمع اجرائها في ١٨ كانون الاول ٢٠٢٣و لكن لا نشك ، بل من المؤكد  بانهما سوف يخوضان الانتخابات البرلمانية  المقبلة والمساهمة في المناقشات المستجدة على الساحة السياسية، واهمها  التغير الديمغرافي في  سهل نينوى وصدى  المظاهرات  والبيانات حول المرسوم الذي اصدره رئيس جمهورية العراق حول الكاردينال لويس ساكو  ولكن هناك  سؤال يطرح  نفسه  بعد تشكيل هاذين التحالفين، اين بقية الاحزاب والكيانات المسيحية  في الساحة السياسية!اين الاحزاب التي خاضت الانتخابات  البرلمانية السابقة  وفشلت في استقطاب الناخبين، ونحن لا نختلف معهم  بان الاقبال  للانتخابات  كان ضئيلا   ولكن نختلف معهم بان سبب العزوف في المشاركة في الانتخابات، لعدم قناعتهم  بمن يمثلهم في البرلمان  وكثير من المرشحين هدفهم تحقيق اهدافهم الشخصية والذاتية ، كما ان نتائج الانتخابات كانت مخيبة للامال وخاصة  بعد تزويرها  من قبل الاحزاب  والكيانات  والمليشيات الاسلامية المسلحة  لصالح"كتائب وحركة بابليون" السيئة الصيت  وبدعم من تلك الاحزاب مباشرة،   لان هذه الحركة  اسسها  قادة الاطار التنسيقي  ولتحقيق اهداف  تلك الاحزاب  لتغير الديمغرافي في سهل نينوى  اضافة الى الجانب الايسر من مدينة الموصل  لتاسيس  مثلث اسلامي شيعي  يخدم المصالح الايرانية في المنطقة، والنواب الاربعة من"بابليون" الذي  تم اضافتهم  الى اعداد الاطار التنسيقي  في البرلمان  والتصويت لصالح اي قرار يوافق نواب الاطار التنسيقي عليه ، اما البرلماني الخامس فهو"لا حس ولانفس" و"لايهش ولا ينش".

لا نعتقد بان هناك اثنان من المسيحيين  يختلفان مع البعض بان حالة التشرذم والتمزق  التي عاشتها  الاحزاب المسيحية  خلال السنوات الماضية  وخاصة في الانتخابات الماضية كانت من الاسباب الرئيسية في فشلها في تلك الانتخابات وكانت نتائجها  وبالا على المسيحيين  في العراق والتي ادت الى  اختيار الهجرة من مناطقهم نحو  مدن اقليم كوردستان   اومدن الاغتراب  والشتات في انحاء المعمورة وهذا ما تسعى اليه" كتائب وحركة بابليون" واغلب المسيحيين اصابهم الاحباط من جراء تلك النتائج التي احتل فيها "كتائب وحركة بابليون" اربعة مقاعد من خمسة المؤيدة للقرار الشيعي وليس بصورة سرية بل على العلن، فنشاهد عند عرض  اجتماعات الاطار التسيقي على  شاشات التلفزة الفضائية  فيكون ريان الكلداني احد الحاضرين والمستمع الجيد لتنفيذ اجندة الاطار التنسيقي! وخلال استضافته في اي لقاء تلفزيوني تشعر بان  حديثه  صادر عن  احد قادة الاطار التنسيقي وليس "كيان" يدافع عن المسيحيين.

بعد كل هذا لم تتعظ الاحزاب المسيحية من نتائج فشلها، فبدلا من تتوحد تلك الاحزاب تحت مضلة واحدة واهداف مشتركة  بعيدا  عن المصالح الشخصية وحب الظهور"لقادة" تلك الاحزاب، فتعود مرة  اخرى الى الساحة السياسية، اكثر تشرذما واكثر تمزقا واكثر انقساما، وهذا يعني ان قادة الاحزاب المسيحية، لا تفكر،ولا تتعظ ،ولا تتدبر امورها لخدمة المسيحيين، بل القفز باسمائهم الى مقاعد البرلمان العراقي، وهذا ما يؤدي الى اضعاف نسبة اقبال المسيحيين على التصويت في الانتخابات وبالتالي فشل الممثل الحقيقي  الذي يمثل المسيحيين في البرلمان.

هنا من حقنا ان نطرح سؤالنا وبكل جراة، كما نرغب ان يرد احد من الكوادر المتقدمة لاحزاب المسيحيين على سؤالنا! لماذا لم نتعظ من التجارب  السابقة !!لماذا لا تبتعد عن السلوك الذي مارسته في الانتخابات السابقة وجعل المسيحيين محيطين باهداف تنهي وجودهم في العراق! لماذا نخلق التذمر بين المسيحيين حول احزابنا وقادتهم!! لماذا ولماذا ولماذا !!

كفى التشرذم، كفى التمزق! وكفى الانقسام، ان عقاراتنا تسرق في وضح النهار  وفي شتى الطرق والوسائل ومنها التزوير، ونحن نكتفي في الشجب والاستنكار وبعد ايام وكأن شيئا لم حصل! و بعد احداث "داعش" جاءت لتكشف غطاء عن سؤء نوايا الاحزاب الاسلامية وكياناتها  وذيولها بعد 2003 ونحن غافلون  وغارقون في الهرولة للجلوس في الصفوف الاولى ، فمتى  نطبخ طعامنا كما نشتهي وليس كما يطبخ لنا! متى نفكر بحرية  لتحقيق اهدافنا كشعب مضطهد ونكرر نفس الاخطاء السابقة! لا كما يفكر الاخرون لنا! متى نتعلم من الدروس الماضية! متى ومتى ومتى!!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 07-08-2023     عدد القراء :  1617       عدد التعليقات : 0