الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الاستثمار الفاسد...

عندما تذكرني أخي الحكومي في المركز أو المحافظات بأن دول عديدة حققت انجازات مهمة من خلال الاستثمار لا أختلف معك البته ولكن أنت هل تملك ستراتيجية للاستثمار...؟ وهل أن قانون الاستثمار افلح في تحقيق النتائج المستهدفة من وراء تشريعه...؟

تفضل هذه تصريحات سهى النجار رئيسة هيئة الاستثمار:

- "هناك 1800 إجازة بين الوهمي وشبه الوهمي"، مشيرة إلى أن "عدد المشاريع المتلكئة يتجاوز 500 مشروع".

- "البلاد خسرت ملايين الدونمات جراء المشاريع الوهمية وشبه الوهمية، وأكدت عدم امتلاكها سنداً قانونياً لفرض أسعار للوحدات السكنية على المستثمرين".

- "المشروعات السكنية في بغداد غير تابعة للهيئة، بالتالي لا يمكن فرض سلطة الهيئة عليها".

- "لمشاريع الاستثمارية السابقة لم تكن وفق دراسة جدوى وهي التي تقوم برفع أسعار الوحدات السكنية، وأن الهيئة تعمل على تغيير قانون الاستثمار".

- "والهيئة تعمل على تعديل قانون الاستثمار وتعجيل تنفيذ عدد من الفقرات، وفي مقدمتها آلية منح الأرض كونها أفسدت العملية الاستثمارية، وكذلك التسهيلات المقدمة للمستثمر قبل التنفيذ، مما أدى إلى تحويل الإجازة الاستثمارية إلى عملية سمسرة، مؤكدة أنه بعد توجيه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بهذا الشأن تم سحب 200 مشروع".

- "بسبب استغلال المستثمرين لحجم الطلب على العقارات، متسببين برفع الأسعار لأكثر من 300 % عن معدلات الكلفة، أو أضعاف أكثر لبعض المجمعات التي تحظى بمكانة عقارية مرموقة."

وفوق ذلك تعال معي كي أريك التأثيرات الضارة على البلد والمحافظة وسكان المدينة والناس عندما يكون الاستثمار فاسد:

البلد:

عندما يكون البلد منتج للنفط وتعتمد موازناته السنوية على ايراداته فتمنح إجازة لمستثمر يبني مصفاة لتكرير النفط وتمنحه كل الامتيازات والتسهيلات ... لكن المستثمر يشتري النفط الخام المهرب من الخارج لأن أسعاره أقل من أسعار البيع التي تبيع بها نفطك... هو يربح فرق السعر لكنه وأنت وحزبك ألحقتم ضرراً بالبلد والمواطن.

المحافظة:

عندما تفخر المحافظة بنوعية الإسمنت لأنها تنفرد دون غيرها بنوعية حجر الكلس التي تشكل المادة الأساس في صناعة السمنت... لكن المستثمر يشتري مادة الكلنكر وهي السمنت غير المطحون من الخارج لأن أسعاره في الخارج أقل من كلفته في الداخل ...

هو يربح فرق السعر لكنه ألحق ضرر فادح بالبلد بالتأثير على سمعة منتج رئيسي ، ويلحق ضرر بالمحافظة التي سلبها انفرادها بنوعية السمنت وألحق ضرر بالعاملين لأنه يسرح معظمهم أو ينقلهم لأنه لم يعد يحتاج العاملين في المقالع ولا في كسارات الحجر ولا في الأفران عندما اختصر العملية بطحن الكلنكر فقط انما فقط يحتاج العاملين في مرحلة الطحن والتعبئه... وأيضاً بالمستهلك لأنه سيبيع عليه بالسعر السائد للسمنت المصنع بكافة مراحله محلياً في حين النوعية ليست النوعية والكلفة ليست الكلفة...

سكان المدينة:

عندما تحول المناطق الخضراء في المدن المزدحمة الى مناطق سكنية أو مولات تجارية فإن المستثمر يحقق أرباح يناصفها معك أو حزبك ...

لكن ما اقترفته يداك الآثمة مماثل حد التطابق مع تصرف السجّان الذي يغلق كل قاعات السجن ويحشر المسجونين في قاعة واحدة فيضيق عليهم التنفس وتنتقل الأمراض بينهم ويصابون بالحكة والجرب وكنت بها منهم ايها الفاسد عديم الذوق والخلق أولى...

وعندما تحول متنزهاً عائلياً الى مطعم سياحي فإن المستثمر يحقق أرباح يناصفها معك أو حزبك ...

لكن المستفيدون منه سيقل عددهم من آلاف العوائل والأطفال الى بضع عشرات ممن تمكنهم مدخولاتهم على تحمل الأعباء المالية فتكون بفعلتك الدنيئة قد سلبت حقوق الآلاف لمصلحة جيبك وجيب حزبك والمستثمر...

الناس:

عندما تمنح أراضي متميزة في العاصمة أو المحافظات عائدة للدولة لبناء مجمعات سكنية وبيعها للمواطنين ويعمد المستثمر الى بيعها للمواطنين وفق اسلوبين:

الأول: بناء جاهز بيوت أو شقق سكنية ولكن بنصف مليون دولار للوحدة السكنية في حين تباع مثيلاتها في أربيل وسليمانيه وتركيا وبيلاروسيا بمئة ألف دولار وكل الفرق بين الحالتين هو موقع الأرض العائدة للدولة التي منحتها له مجاناً... فإن المستثمر شخصاً كان أو حزباً مستتراً يحقق ارباح طائلة من اغتصاب أموال المواطنين عنوة وتحت انظارك وبتواطؤك معه بدلاً من القيام بواجبك في حماية الرعية المسؤول أخلاقياً وشرعياً ودستورياً وقانونياً بحمايتهم والتعامل بأمانة وحرص على أراضي الدولة .

الثاني: أنت تمنح المستثمر أراضي عائدة للدولة مجاناً ليقيم عليها حي سكني ويبيعه للناس لكنه بدلاً من ذلك يقوم ببيع قطع سكنية للمواطنين وهم من يشيدون عليها مساكن ، فإن المستثمر يحقق أرباحاً من سرقته للأرض من الدولة وسرقة واغتصاب ثمن بيعها للناس وهي عليه مجاناً في حين أنت قمت بدور السمسار والشريك في واقعة الاغتصاب لقاء ما تحصل عليه انت وحزبك من مناصفة المسروق ...

طبعاً عدا التغاضي عن اخلال المستثمر بشروط العمل والنوعية والإنجاز...

وبالأخير توكَف على عرفه وترجم الشيطان بالحصى وأنت أولى منه بذلك يا ابن الزرقاء.

أنا لا أقصد شخصاً بعينه بل أفعال بذاتها... ولا أقصد دائرة بعينها بل هيئة الاستثمار وكافة فروعها في المحافظات ، والله وهيئة النزاهة من وراء القصد....

* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).

  كتب بتأريخ :  الأحد 23-06-2024     عدد القراء :  1134       عدد التعليقات : 0