الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حول موقف العراق مما يجري في سوريا...

   الأوضاع في سوريا يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى نظام بشار الأسد الذي رفض وماطل على مدى عقود في اجراء اصلاحات جذرية في نظام الحكم الشمولي المستبد وتمسك بمنطق التعنت والقوة في مواجهة معضلات الحكم والعلاقة بالشعب ، وركن الى التحالفات الخارجية المبنية على أسس ايديولوجية بدلاً من الانفتاح السياسي في علاقته مع دول المنطقة الأمر الذي خلق البيئة المثلى لاستفحال التطرف والارهاب من جهة وفتح الأبواب مشرعة للتآمر الإقليمي والدولي.

   والعراق من أكثر دول الجوار تأثراً بالأحداث في سوريا ليس فقط بسبب العامل الجغرافي ولكن بسبب هشاشة النظام السياسي وتحطيم الوطنية ، واحتكار السلطة، والتذمر الشعبي الناجم عن الفساد وانعدام العدالة الاجتماعية، والفوضى السياسية وتسيد السلاح.

   ومواجهة الخطر الماثل على حدود العراق لا تعني الانخراط في الأحداث الدائرة في سوريا وجعجعة التصريحات السياسية بقدر ما تكون:

   1. مسك الحدود بقوة وملاحقة خلايا الإرهاب النائمة وتوحيد السلاح .

   2. الانفتاح على الداخل والمبادرة بإجراء اصلاحات جذرية على نظام الحكم لتكثيف كتلة المجتمع العراقي التي بعثرتها الطائفية والتبعية والفساد، وخلق طوق شعبي متين بمغادرة الهوس باحتكار السلطة ... فالتآمر الدولي والإقليمي والارهاب والتخلف والنصرة واسرائيل وداعش كلها تشكل العامل الموضوعي ومعلوم أن التأثير والتحكم في الموضوعي شبه مستحيل في حين أن التأثير في الذاتي في متناول اليد .

   - وما دام نظام الحكم في العراق يقوم على صناديق الانتخابات فإن الأطراف السياسية يمكن أن تعتمد مؤشر المشاركة الشعبية في الانتخابات كمقياس لا يكذب في تحديد مدى التفاف الشعب حول نظامه السياسي ، فاذا تواضع ساسة المحاصصة في احكام قبضتهم على الحكم وبلغت نسبة المشاركة بين 70%-80% ممن يحق لهم التصويت كان ذلك دليلاً على التفاف الشعب حول نظامه السياسي ، واذا كانت النسبة 20% فأقل كما هي النتائج الحقيقية في الممارسات السابقة كان ذلك دليلاً لا يقبل الجدل بأن الشعب سيركل نظامه السياسي على مؤخرته في أول منعطف ...

   - واذا كانت مقولة "التاريخ يعيد نفسه" صحيحه فأنا شخصياً قد نصحت سيف الدين المشهداني وهو مسؤول حزب البعث في محافظتي قبل الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 بثلاثة أشهر قائلاً: كثفوا كتلة المجتمع بدلاً من الاعتماد كلياً على لسان محمد سعيد الصحاف... لكن المشهداني استخف بنصيحتي وبالغ في غروره فكان المآل حفرة صدام الشهيرة... والشاطر من اعتبر...  

* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).

  كتب بتأريخ :  الخميس 05-12-2024     عدد القراء :  489       عدد التعليقات : 0