الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
إنهم يكرهون العراق؟

ماذا تسمي رجل دين ، يحمل الجنسية العراقية ،ويتقاضى اموالا من العراق ، يخرج من على شاشة احدى الفضائيات ليقول بكل اريحية ان العراق غير مهم بالنسبة له ، مثل اهمية ايران ؟ . وعندما يقول له مقدم البرنامج : انت عراقي وتعيش في العراق ، يتحول الشيخ مصطفى الانصاري الى مؤرخ يحاول منافسة المرحوم عبد الرزاق الحسني ، فيقول :العراق مشروع بريطاني استعماري . ستقول : ايها الكاتب المُتعب ، هل توجد كلمة في القاموس افضل من كلمة " كاره للعراق " ، لماذا؟ لأن هذا الشيخ لم يدرك جيدا أن عليه ان يذهب اولا الى احدى المكتبات ويقرأ تاريخ بلاد الرافدين . ولكن لاننا نعيش في ظل جمهورية كارهي العراق لم نعد نضع فوارق بين الوطنية والعمالة .

هذا العراق الذي بني بمشقة رجال كبار من أجل أن يكون جرمًا مضيئًا في مدار الأُمم، اليوم نجد من يخرج على الفضائيات ليقول ان بلاد الرافدين لاقيمة لها ، بل وتراه يتمنى أن تختفي هذه البلاد في يوم وليلة.

أحزاب وتجمعات تسخر من الوطنية وتعتبرها عارًا، فيما يتنازع على حريّة الناس في العراق ومستقبلهم نوعان، الأول يشرّع قوانين للتقليل من شأن المرأة في المجتمع ، والثاني يبتسم في الفضائيات وهو يخبرنا ان همه الاول ان تعيش دول الجوار برفاهية .

منذ ايام والمواطن العراقي مشغول البال باحوال جارته سوريا ، فما يجري على حدود العراق يهم جميع العراقيين ، إلا السادة في مجلس النواب الذين لا يزالون مصرين على تصويت " السلة الواحدة " ، فلا يمكن العيش بامان وقانون الاحوال الشخصية لم يصوت عليه ، ولا احد يريد ان يقول لهذا البرلمان الظريف ان المنطقة تمر بظرف عصيب ، وكان الاولى عقد جلسة طارئة لمناقشة الاحداث التي تسارعت من حولنا.

ماذا تشعر عزيزي القارئ وأنت تسمع كلام الشيخ الانصاري ومطالبته بان يموت شباب العراق دفاعا عن دول الجوار ؟، وماذا تقول لمجلس نواب يرفع شعار " الطائفية أولا " . أنا شعرت بانقباض، فما يزال بعض النواب ومعهم بعض الخطباء يصرون على ان يفرضوا سطوتهم على المواطن . ولهذا عزيزي ستحتار مثلي ولا يمكنك أن تعرف من هو الوطني في العراق ؟ ومع من ، ولا لماذا، ولا إلى متى؟ في أميركا ودول اوروبا " الكافرة " تتم محاسبة اكبر مسؤول عندما يتلفظ بكلمة جارحة عن بلاده . لكننا في بلاد الرافدين نعرف جيدا ان لا احد سيقول للشيخ الانصاري : لماذا قلت هذا الكلام؟ .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-12-2024     عدد القراء :  414       عدد التعليقات : 0