الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الروس وسوريا بعد سقوط الاسد

 بعد سقوط نظام بشار الاسد في سوريا بيومين بدأت تتوارد في الاعلام اخبار قيام طائرات الكيان الصهيوني بعمليات قصف للمواقع العسكرية السورية في طول البلاد وعرضها. وهو ما وصفته دولة الكيان من كونه اكبر عملية جوية في تاريخها. وقد طالت هذه العمليات حسب الاخبار مواقع الجيش السوري في العاصمة دمشق وحواليها وجنوبها ووسط البلاد ومنطقة الساحل. وكانت اهداف القصف حسب ما سمته دولة الكيان تدمير قدرات الجيش السوري واسلحته الاستراتيجية بالكامل تقريبا كيلا تسقط بيد المعارضة. وقد شمل القصف المطارات العسكرية والطائرات الرابضة فيه ومواقع انظمة الرادار والدفاع الجوي ومراكز البحوث العسكرية ومعامل الدفاع للتصنيع الحربي ومستودعات الذخائر ومواقع تخزين صواريخ الارض جو والارض ارض والكروز. وفي منطقة الساحل شمل القصف الصهيوني الموانيء العسكرية حيث دمر كامل الاسطول العسكري السوري هناك علاوة على المواقع العسكرية البحرية واماكن تخزين الاسلحة والصواريخ البحرية.

   ومع وجود قاعدتين عسكريتين روسيتين على الساحل السوري احداهما جوية تحتوي على منظومة متقدمة للدفاع الجوي يكون السؤال هو عما تكون اسباب سماح الروس للصهاينة ليقوموا بتدمير القدرات العسكرية السورية في خرق للقانون الدولي دون التحرك عليهم ومنعهم ؟ إن الجواب هو قطعا واضح، وهو ان الروس يشاطرون الصهاينة وربما حتى الرئيس السوري المخلوع بوجوب عدم سقوط مثل هذه الاسلحة بيد المعارضة المسلحة وتجنب رؤية تكرار ما حصل في افغانستان عندما سقطت اسلحة جيشه بعد انسحاب الامريكيين وانهياره، بيد المتطرفين.

   بيد ان ثمة امر يجب عدم إغفاله هنا. وهو ان الروس بتواطوئهم هذا، يكونون قد ساهموا بشطب كل الديون التي هي بذمة سوريا لهم. فلن يكون الشعب السوري ملزما بعد هذا بالتفكير بتسديد هذه الديون التي قطعا ان جزءا كبيرا منها هو عسكري. وهذا إن لم تعتبر هذه الديون اصلا بغيضة. اي استخدمت لقمع اهل البلد لا لتنمية الاخير. كذلك ومن الناحية الثانية سيكون الروس وبغض النظر عن اهدافهم او اجنداتهم السرية في تدمير هذه الاسلحة، فان هذه لا تعود للنظام السابق او لرئيسه الهارب المخلوع، وإنما للشعب السوري. فهي قد صرف عليها من ثروات بلده وحتى من ضلوعهم لاجل تأمين الدفاع عنه. وتركها لتدمر هكذا وبغض النظر عن الحسابات بمعية الصهاينة اعداء السوريين ام خلافها، يجعل الروس مجبرين مستقبلا على اعادة بناء وتأهيل كل هذه الاسلحة واعادتها الى سابق عهدها بدون مقابل. او... ان يقوموا بتعويض السوريين عن اقيام هذه الاسلحة كلها كونهم قد تواطؤا مع الصهاينة لتدميرها.

   وربما ثمة نقطة تخفف من العبء الملقى على كاهل الروس بشأن هذه التعويضات. وهو انهم ربما لن يجدوا انفسهم مضطرين على دفع قيمة هذه التعويضات لوحدهم إن جرى الاتفاق على هذه الطريقة بدلا من الاخرى. إذ انهم سيتقاسمون دفع قيمة هذه التعويضات مناصفة مع دولة الكيان المؤقت كون ان هذه هي من بادر الى اطلاق عمليات القصف الجوي بداية. وإن رفض الصهاينة الدفع وهو ما يكون متوقعا فسيقوم الامريكيون بهذه العملية بدلا عنهم كون ان القصف تم باسلحتهم وبموافقتهم.

   في ما يتعلق بمسألة بقاء القوات الروسية في القاعدتين الجوية والبحرية على ساحل سوريا ام لا، نرى نحن بوجوب بقائهم حيث هم. فالتغيير المفاجيء الذي جرى في سوريا سيدفع داعميه وهم الاتراك والامريكيين الى الشعور بالثقة الزائدة مما سينعكس علينا نحن في العراق. لذلك فاننا نرى بوجوب بقاء الروس بهدف ضمان التوازن الدولي في المنطقة وللمساعدة في الحفاظ على الاستقرار وردع المتهورين من صبيان الجهتين الآنفتين. فامن العراق هو من امن جواره.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 16-12-2024     عدد القراء :  318       عدد التعليقات : 0