"في قاعة محصنة تحت الأرض.. نتنياهو يمثل أمام المحكمة للمرة الخامسة".
يابه... والله لا مطبعچي ، ولا ذو ميول صهيونيه، ولا شعوبي ، ولا أحب نتنياهو، ولا أحب الكيان، ورافضي للنخاع للكيان والصهيونية والماسونية والتطبيع ، وأكره نتنياهو وأفيخاي أدرعي، وأكره الظلم ولو حتى على بعوضه...
لكني أذوب في الحق والعدل وأعشق الصدق وقول الحقيقة وأمقت التخلف وثقافة النفاق... فهذا نتنياهو الذي من منظوري ومنظور محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي مجرم حرب وقاتل وسفاح، لكنه من منظور دولته أحال غزه الى ركام واشلاء، ولبنان الى خراب، وسوريا رأسأ على عقب وإيران جعلها منها "سالوفه بين الطوايل" ، وقوض الشرق الأوسط عاليه سافله ..كل ذلك في ظرف سنه شمسية وليست ضوئيه...
لكنه في ذروة "انتصارته" يقف في قفص الاتهام ويمثل أمام المحكمة للمرة الخامسه، وقبله أولمرت القابع بالسجن بعد جرجرته تكراراً في مراكز الشرطة وكل ذلك بتهم "فساد" لا جت ولا راحت...
وأنتم - الذي باع الجولان أسميتوه أسد الجولان...! ، والذي باع شط العرب أسميتموه حارس البوابة الشرقية ، والذي تسبب بهزيمة العصور أسميتموه ناصر العرب...
هم - يختلفون على كل شيء إلا مصلحتهم الجمعية وإن كانت باطله وأنتم تتفقون على كل شيء إلا على مصلحتكم الجمعية وإن كانت عادله، هم غادروا عبادة العجل من أجل أن يسودوا وأنتم تمسكتم بعبادة عجولكم لتبادوا، هم استبدلوا التورات ببروتوكالات صهيون لكي يخضعوا الآخر ، وانتم حولتم معتقداتكم لتخدم الآخر، هم ولاءهم لأنفسهم وأنتم ولاءكم للغير، هم حولوا ثقافتهم للعلم والتكنولوجيا وأنتم أحلتم علومكم الأصيلة وتلك المتاحة من الغير الى صروح من الخرافة والتجهيل، هم يتبارون في السؤال في فك رموز الفضاء وانتم تمنعون السؤال وتصنعون من خرافاتكم أصنام ، هم يلهثون وراء التكنولوجيا وانتم منشغلون بتأثير ارتداء السراويل على خصوبة أعضاءكم الذكريه، هم يعبدون العلم وانتم تعبدون حكامكم وجهالكم...
أنتم حيرتم الله في عليائه في طرق عبادتكم له وهم يقفون قبالة حائط المبكى ويحركون رؤوسهم لولبياً والسلام...
فإن تستبدلوا مقامة ذكر محاسن موتاكم بمقامة ذكر مساوئ حكامكم تفلحوا...
وإن تثيبوا الى عبادة الرب بدلاً من عبادة حكامكم تستقيموا...
وإن تديروا وجوهكم صوب العلوم والمعرفة بدلاً من الاختلاف والتجهيل والخرافة تنجحوا...
وإن تحاسبوا حكامكم تتقدموا...
موسى الذي ليس كليم الرب يكلمكم
سأحكي لكم مفارقة أخرى:
في عام 2008 كنت في مدينة حمص السورية لأسبوعين لمعالجة اسناني وفي ذهابي وإيابي كنت أمر على مكتبة تعلوها لافتة مكتوب عليها اتحاد كتاب وادباء سوريا - فرع حمص، وفي أول وقوفي قبالة بابها اتفرج على الكتب خرج لي صاحبها وكان أكبر سنا ويبدو عليه الثقافة ، دعاني للداخل وقدم لي فنجان قهوة يعدها بنفسه فدردشنا دقائق في نهايتها قلت له: كأني أمام مثقف عراقي وليس سوري..
قال: لأن همومنا مشتركه ومصيبتنا واحده، قلت له :عام 1968 وكنت طالب في السنة الأولى في جامعة بغداد اقتنيت كتابين من الحجم المتوسط والورق الأصفر لصادق جلال العظم: النقد الذاتي بعد الهزيمة، ونقد الفكر الديني، ولكن بسبب تنقلاتي فقدتهما هل من سبيل للحصول على أي منهما..؟ قال اشك في ذلك لأن 40 سنه مرت ...
في اليوم التالي وبعد ان قدم لي فنجان القهوة أخرج من المجر نسخة جديدة من كتاب صادق جلال العظم ففرحت، قال: اقرأ المقدمة قرأت مقدمة الطبعة الثانية فوجدته قد كتب الآتي: كنت قد نشرت هذا الكتاب عام 68 بعد دراستي لأوضاع المجتمع العربي وبعد 40 سنه وجدت الحال اسوأ فأعيد نشر ما كتبته قبل 40 سنه...
* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).