تبرق في الذاكرة ، مئات الأسماء النسوية المشرفة، تتلألأ كالدرر والماس والجواهر النفيسة، وهي تزهو في سماء وطن تعددي زاهٍ بألوانه كقوس قزح، نابذاً كل المحاصصات والطائفية المقيتة، شامخاً بالسواعد النسوية المتميزة التي ساهمت ببناء بنيته التحتية بناءً متيناً، لم يخطر ببال أحد أنه سيتهاوى وينتكس أو تنطفئ شمسه في أي وقت وتحت أي ظرف.
تمر الأسماء الذهبية وتقفز أمام عينيي كالبلورات المضيئة، إبتداءً بسميراميس التي خلبت ألباب البشرية.
نعم منذ عمق التاريخ، منذ تلك الوجوه البهية التي طرزت أجمل المواقف في تاريخ عراقنا، فترة أميرات المجتمع العراقي وسيداته، منذ عصر الخيزران وزبيدة المثقفة، الى العباسة( علية) بنت المهدي التي كانت أديبة وشاعرة وعذبة الصوت بالغناء، وما قبلها.
تمر أسماء مؤطرة بالهيبة والوقار، فيمر إسم ميرياي قديسة المندائية التي حافظت للإبقاء على طائفتها من الإنقراض، حين ناهضت الإبادة ضدهم.
الآيزيديات، الاميرة ميان خاتون والاميرة ونسة الاموي.
يمر إسم حبسة النقيب أول ناشطة نسوية كوردية ، في عشرينات القرن الماضي، وسارة خاتون ونشاطها الانساني المتميز، والناشطات التركمانيات والسريانيات والكورديات.
السيدة ( أمينة مشكورة خانم) أول معلمة عراقية تعينت عام 1899 في زمن الوالي (نامق باشا) عندما تأسس مكتب للإناث يضم المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وسميت( إناث رشيدية مكتبي)، التي تستحق التبجيل والاجلال.
ويمر اسم فدعة شاعرة الكرامة والألم، وتتلاحق معها أسماء د.عاتكة الخزرجي، وصروف العبيدي، ونازك الملائكة، ولميعة عباس عمارة، والمربية أديبة حسن من أوائل المعلمات في قلعة صالح، وعشرات غيرهن. ولاتنسى الذاكرة رائدات الفن والرسم والأدب والتاريخ، الفنانة التشكيلية مديحة عمر رائدة اللوحة الخطية المعاصرة وهي أول من أدخل الحرف العربي في اللوحة التشكيلية، والكاتبة ميري تيريزالاسمر( التي منحتها ملكة بريطانيا لقب الملكة البابلية) وكتابها الذي ألفته بجزئين الذي صدر عام ١٨٤٤ والذي لايزال يتصدر أشهر مكتبات بريطانيا الى الان، ورائدات الفن العراقي زينب وناهدة الرماح، وآزادوهي صاموئيل، وزكية خليفة، وسعدية الزيدي، وفاطمة الربيعي، وسليمة خضير، وزهرة الربيعي، وفوزية الشندي، وفوزية عارف، وانعام الربيعي، وهناء محمد، وسمر محمد، ومي شوقي، وغزوة الخالدي، وسهام السبتي، وغيرهن من الرعيل الذي تلاهن...
وسيدة الوطنية، السامية الاهداف والتاريخ النقي وأول وزيرة في الدول العربية نزيهة الدليمي، والرائعات حياة شرارة، زها حديد، أميرة نور الدين، ماهرة النائب وأختاها فطينة النائب وسامية النائب من نساء الخمسينات واللائي أطلق عليهن الدكتور صفاء خلوصي إسم( الثالوث الانكليزي) مشبهاً إياهن بالاخوات أميلي وشارلوت وآن برونتي، لتميزهن بالأدب والشعر.
وهل تنسى ذاكرة العراق زكية إسماعيل حقي أو صبيحة الشيخ داود، أو الأثارية مهاب درويش لطفي البكري، وخبيرة الاثار لمياء الكيلاني، أو الطبيبات الرائدات آن سيتيان١٩٣٩، أو الطبيبة الاستشارية فاطمة الخرسان، أو الدكتورة لميعة البدري، وهي أول من أدخل طريقة الفحص بالامواج فوق الصوتية سنة 1963، أو د.لمعان أمين زكي، أو د.سانحة زكي، د. سليمة الحكيم، د. خالدة البستاني
، د. ليلى الرومي، وأول طالبتين قبلتا في كلية الصيدلة هما جوزفين برجوني ورحيمة يوسف وقد تخرجتا عام 1940 واعتبرت الانسة جوزفين برجوني أول صيدلانية تفتح صيدلية تمارس فيها العمل الحر بنفسها. وفي الهندسة كانت الآنسة جوزفين غزالة عام 1950 أول خريجة عراقية بهذه الشهادة التي كانت حكراً على الرجال .
وفي عام 1947 كانت الآنسة لطيفة صالح أول مأمورة تلفون .. في بدالة بغداد، ثم الرائدات المثقفات ديزي الأمير، وفخرية اسماعيل، وسرية الخوجة، وأمينة ثنيان، ومديحة بحري، وحليمة رؤوف، ورزينة الزهاوي والمربيات رفيعة الخطيب، وسليمة زيتووالتشكيلية نزيهة سليم، وأمت سعيد، أو القاصة نزهة غانم أو المترجمة آمال الاوقاتي!
هل ينسى العراق كاتبات وصحفيات الثلاثينات والاربعينات والخمسينات، من مثقفات العراق البارزات، حميدة الحبيب، وإفتخار الوسواسي، وحربية محمد، والكاتبة باسمة السعيدي، ومليحة جواد الشاعرة، والناشطات المثقفات منذ زمن حبسة النقيب وما بعدها، نعيمة نديم، أمينة الرحال، أديبة ابراهيم رفعت، عزة الاستربادي، عفيفة رؤوف البستاني، أمينة الرحال، نجية حمدي،ناجية أحمد، وجيهة محمد رضا الشبيبي، وديعة جعفر الشبيبي، فايقة النقيب، وداد الأورفه لي، فاطمة الزيبق، لميعة الاورفه لي، صبيحة ومديحة وسعاد الهاشمي( الثلاثة الاخيرات رائدات الهلال الاحمر).
ولاننسى حياة الزبيدي، ورفيعة الخطيب، ووديعة طه نجم، وإبتهاج عطا أمين، وباكزة أمين خاكي.
وما أكثر الناشطات العراقيات ورائدات الصحافة النسوية الخالدات، بولينا حسون رئيسة تحرير أول مجلة عراقية( مجلة ليلى عام ١٩٢٣)، وهي من أبرز رائدات الحركة النسوية في العراق.
حميدة الاعرجي رئيسة تحرير مجلة المرأة الحديثة عام ١٩٣٦.
حسيبة راجي رئيسة تحرير فتاة العراق عام ١٩٣٦.
مريم نرمة رئيسة تحرير مجلة فتاة العرب عام ١٩٣٦.
نهاد الزهاوي رئيسة تحرير( مجلة الصبح) عام ١٩٣٦، رائدة في الصحافة النسوية العراقية.
أقدس عبد الحميد أسست مجلة الرحاب عام ١٩٤٦.
لمعان زكي أصدرت مجلة الأم والطفل عام ١٩٤٦.
درة عبد الوهاب أصدرت مجلة بنت الرشيد عام ١٩٤٨.
آسيا توفيق وهبي أسست مجلة الاتحاد النسائي، وترأست أول إتحاد نسوي عراقي عام ١٩٤٥.
لمعان أمين زكي وسكينة إبراهيم( صحافة متميزة في حقوق المرأة).
رابطة النساء مجموعة من النساء أصدرن مجلة تحرير المرأة عام ١٩٤٦.
والعشرات من النساء المتميزات اللائي كان لهن تاريخاً مشرفاً في الأدب والبحث والصحافة والنشر منهن:
المربية ناجية المراني، سلوى زكو، ولطفية الدليمي ، آمال عبد القادر الزهاوي شاعرة، سعاد العطار رسامة، ليلى العطار رسامة، إبتسام عبدالله اعلامية، ديزي الامير كاتبة، شميم رسام اعلامية، نهى الراضي خزافة، انعام كچة چي اعلامية، لمياء الكيلاني خبيرة اثار، اسيا توفيق وهبي رائدة الحركة النسوية واول رئيسة للاتحاد النسائي وجمعية حماية الاطفال الفرع النسوي عام ٤٥، سعاد ارشد العمري رئيسة جمعية الهلال الاحمر النسوية، ملك رزوق غنام أول فتاة تلتحق بكلية الطب ١٩٣٣، امينة علي صائب الرحال اول امرأة تحصل اجازة سوق عام ١٩٣٦، فكتوريا نعمان اول اذاعية ١٩٤٣، وزنبقة التلفزيون العراقي گلادس يوسف، وأمل المدرس، وعربية توفيق لازم، وأمل القباني، وعدوية الفلكي من رائدات الحركة النسوية العراقية، سلوى عبد الله اول طبيبة مندائية ١٩٥٦،نعمة سلطان حمودة من رائدات الحركة النسوية العراقيةاسماء الزهاوي من رائدات الحركة النسوية العراقية، حسيبة جعفر عقيلات عبد الرحمن الحيدري من رائدات الحركة النسوية العراقية، لطفية الدليمي روائية،مامير جان مديرة مدرسة الراهبات، الاستاذة البروفيسورة بلقيس محسن هادي التي الفت العديد من الدراسات والكتب في تاريخ الفن الإسلامي، سافرة جميل حافظ الروائية المشهورة، لحاظ الغزالي عالمة الوراثة، ريام ناجي عالمة البيئة، وغيرهن المئات من النساء العراقيات المتميزات.
يقف أمامي برفعة وألق رفيع اسم پياتريس أوهانسيان، فتتلاحق معها أسماء نسوية تألقت في سماء الفن والطرب، وهنالك الشخصيات الشعبية الكثيرة التي تغفل الذاكرة عن إيفائهن جميعاً بتذكر اسمائهن ومنهن جليلة العراقية، بدرية أنور، سلطانة يوسف، مسعود العمارتلي، منيرة الهوزوز، صديقة الملاية، زكية جورج، عزيمة توفيق، سليمة مراد باشا، زهور حسين، وحيدة خليل، مائدة نزهت، احلام وهبي، هيفاء حسين، عفيفة اسكندر، لميعة توفيق، هناء الكفيفة، هناء عبد الله، وغيرهن الكثيرات، ناهيك عن المبدعات اللائي كان لهن مكاناً محترماً ومميزاً في المجتمع العراقي.
وهنالك الشموس العراقية الاخرى التي تغفل ذاكرتي عن الاسترسال بتذكر أسمائهن المشرفة.
مئات الأسماء النسوية اللامعة، ممن تنحني لها أكبر القامات، هن من إرتقين بالمجتمع العراقي، وليس من تملأ صورهن وجعجعاتهن صفحات الفيس بوك أو فضائيات آخر زمن.
إن رصانة البنية التحتية للعراق مدينة لشريحة كبيرة جداً ومهمة جداً من سيدات المجتمع، اللائي لايمكن أن يهمش دورهن المشرف في مجتمعنا، مهما إمتلأت سماء وطننا بالغيوم أو العتمة، لأنها لابد لها من الزوال، ولايصح ألا الصحيح.
وأخيراً لابد من القول أن النماذج التي جاءت دخيلة وبغفلة من الزمن، يجب أن تمحى من ذاكرة المرأة العراقية، فهي لاتمثل المرأة العراقية بل سنعتبرها أسماء لنكرات يكنسها التاريخ العراقي وتتغربل من صفحاته، فهي فقاعات طارئة طافية على السطح وسرعان ماتنفقئ.
ملاحظة: أعتذر لعدم تطرقي لمناضلات بلادي وعدم ذكر أسماءهن المشرفة، فإن الخوض في هذا المجال وحده يتطلب مجلدات، وليس مقالة عابرة، وأنا أول من ينحني لهن إحتراماً وهيبة.
و أعتذر أيضاً للأسماء النسوية الرموز التي لم تمر بها الذاكرة، أو التي لم أجدها بالبحث، ولم يأتِ تدوينها للأسف.
وأخيراً، أنحني لكل إمرأة تركت بصمة أو ساهمت بالإرتقاء بالمجتمع العراقي، الذي سوف ينهض من جديد...لا مناص!.