رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يرفع حظره عن جميع الملاعب العراقية، واقتصره على ثلاثة منها في كربلاء والبصرة وأربيل، وأبقاه على العاصمة، فقد خرج العراقيون إلى الشوارع ابتهاجًا بذلك، بينما دعا العبادي إلى الاستمرار في استكمال جميع الإجراءات حتى يتم رفع الحظر بشكل كلي.

أعلن عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عن موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا " مساء أمس على رفع ‏الحظر عن إجراء المباريات الدولية في ملاعب كربلاء (وسط) والبصرة (جنوب) وأربيل (شمال).‏ وقال إن الاتحاد الدولي أحال الملف على الاتحاد الآسيوي.

من جهته هنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي الشعب العراقي والجمهور الرياضي برفع الحظر الدولي عن ملاعب البلاد. وقال "إن قرار رفع الحظر جاء نتيجة للاستقرار الأمني وللنجاحات التي يحققها العراق في جميع الميادين وجهود المخلصين".. داعيًا إلى الاستمرار في استكمال جميع الإجراءات حتى يتم رفع الحظر بشكل كلي.

وقد خرج العراقيون إلى الشوارع في وقت متأخر الليلة الماضية احتفالًا بقرار "فيفا"، معتبرين أنه خطوة أولى نحو رفع كلي للحظر عن ملاعبهم.

الفيفا قرر.. والآسيوي أكد التنفيذ

وأشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جياني إنفانتينو أن الاتحاد سمح باستضافة العراق للمباريات الدولية الرسمية للمنتخب العراقي المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم على ثلاثة ملاعب، وهي أربيل والبصرة وكربلاء، بعدما اختبر الاستضافة سابقًا لمدة عام كامل.

لكن "فيفا" رفض إقامة المباريات في العاصمة العراقية بغداد بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية، وأوضح أنه سيعود إلى المنظمين والاتحاد الآسيوي للعبة "أن يتخذوا قرارهم الخاص بهذا الشأن".

أضاف حول قرار "فيفا" الذي اتخذ بعد اجتماع مجلسه التنفيذي في بوغوتا الكولومبية قائلًا "بشأن العراق قررنا أنه في المدن الثلاث التي اختبرنا فيها إقامة المباريات الودية لنحو عام أربيل والبصرة وكربلاء، ستكون ممكنة إقامة المباريات الدولية الرسمية فيها".

عقب ذلك أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رفع الحظر رسميًا عن إقامة المباريات على ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الاتحاد الآسيوي نضال البحران إن "الحظر رفع رسميًا عن ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل، وقرار موافقة الاتحاد الآسيوي هو روتيني كأشعار رسمي بالخبر"، وبذلك يكون قرار "فيفا" قد أصبح نافذًا فعلًا.

استعدادات وتحركات قبل اجتماع فيفا

وخلال الأيام الأخيرة قبل اجتماع "فيفا" فقد استغل العراق علاقاته الرياضية مع أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم واستنفر سفاراته وقنصلياته لدعم اتخاذ قرار في مصلحة الكرة العراقية.

وقد أجرى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود خلال الساعات التي سبقت الاجتماع اتصالات مع عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من أجل رفع كامل للحظر.

من جهتها قالت وزارة الخارجية العراقية إنها أصدرت توجيهات إلى جميع إدارات الوزارة في المركز ببغداد والبعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج باستنفار كل الجهود لحشد الدعم اللازم لرفع الحضر الكلي عن الملاعب العراقية خلال اجتماع كولومبيا.

بالترافق مع ذلك فقد وجّه وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان بتشكيل لجنة مختصة بإقامة احتفاليات جماهيرية مركزية في ملاعب بغداد والمحافظات في حال صدور قرار برفع كلي للحظر.

تاريخ من الرفض والرفع الجزئي للحظر

وكان "فيفا" قد سمح في التاسع من مايو 2017 برفع جزئي عن الحظر والسماح بإقامة المباريات في ملعب فرانسوا حريري في أربيل، إلا أنه عاد وفرض الحظر بسبب أحداث اجتاحت مباراة المنتخب العراقي ونظيره الأردني ضمن تصفيات مونديال 2014 وانتهت بثنائية للأردن.

جاء ذلك في ختام انتهاء اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة في العاصمة البحرينية المنامة، حيث قرر رفع الحظر عن العراق رسميًا بشكل جزئي لمدة ثلاثة أشهر تمهيدًا لرفعه كليًا بعد نجاح المباريات التي أجريت في ملاعب عراقية.

وحدد الاتحاد الدولي كلًا من ملاعب أربيل وكربلاء والبصرة لإقامة المباريات الدولية الودية لمدة 3 أشهر، وفي حال نجاح المباريات فسيتم رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية بشكل كلي.

جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رفض عام 2016 طلبًا للاتحاد العراقي للعبة برفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، حيث برر ذلك بوجود مخاوف أمنية.