نصب المرأة الميسانية، في العمارة، احد اكبر النصب الفنية المصنوعة من مادة البليت في العراق صممه الفنان والنحات الميساني احمد البياتي في ثمانينيات القرن الماضي بارتفاع 23م على ضفاف نهر الكحلاء في احد اقدم احياء مدينة العمارة يتعرض الى التآكل بسبب العوامل المختلفة وعدم الصيانة مما جعله نصبا يتهاوى بسبب الاهمال.
يقول النحات محمد جاسم الرسام لـ(المدى) "تمثال المرأة الميسانية للراحل النحات الميساني احمد البياتي والذي يحمل اسم المرأة الميسانية شكلا ومضمونا يعد اكبر عمل فني للراحل البياتي في المحافظة وواحدا من اكبر النصب الفنية في المنطقة الجنوبية عموما، ولسوء الحظ ان العمل انجز من مادة البليت وتلك المادة معرضة للتآكل خصوصا اذا لم تجر عليها اعمال الصيانة والادامة بين فترة واخرى للمحافظة على ديمومته ورونقه على اعتباره شاخصا مهما في مدينة العمارة وبدأ النصب يتآكل ويتأثر بالظروف الجوية والان هو اشبه بالمتهالك".
مطالبات الصيانة والادامة كان رائدها صانع النصب البياتي نفسه قبل وفاته بسنين وهو يرى نصبه الذي عانى الكثير من اجله عرضة للتآكل، يقول الرسام عن الموضوع لـ(المدى) "عند عودة البياتي من سفره وقبل وفاته قدم طلبا للحكومة المحلية لترميم وصيانة النصب بسبب التآكل الذي طاله قبل ما يقارب عشر سنوات وتمت الموافقة على طلبه ولكن بقي دون تنفيذ وتوفي البياتي واتت بعده سنوات اخرى والنصب يعاني الاهمال". لم تقف مطالبات صيانة النصب عند موت نحاته عام 2014 بل تبنتها اصوات المختصين والفنانين في المحافظة خصوصا عند اطلاق مصغرات النصب. يقول النحات محمد جاسم الرسام لـ(المدى) "ناشدنا الحكومة المحلية مرارا وتكرارا للاهتمام بالنصب وصيانته وانا شخصيا انجزت عملا مصغرا تحت عنوان رسالة محبة وسلام وصل الى رئيس الجمهورية والى نقابة الفنانين المركز العام كمبادرة ورسالة محبة للاهتمام بهذا الصرح وعندما رأى وزير الثقافة العمل في مهرجان المسرح الوطني الاول الذي اقامته نقابة الفنانين العراقيين في شهر آب من عام 2021 قال (لم اطلع على ذلك النصب في ميسان خلال زيارتي للمحافظة ولم اشاهده وقريبا جدا سأزور المحافظة واتبناه شخصيا وبدعم من وزارة الثقافة)".
يعتبر العديد من ابناء محافظة ميسان نصب المرأة الميسانية احد اهم معالم المحافظة وارثا يخلد اسم النحات واسم النصب، خصوصا موقعه الذي يتوسط المدينة وفي احد اكبر احيائها.
يقول الناشط الفني عماد عبد الله لـ(المدى) "نصب المرأة الميسانية يمثل رمزا للمدينة وارثا كبيرا لأبنائها يشهد لما انجبته المدينة من فنانين كبار امثال النحات الكبير احمد البياتي، ولكن، وللاسف الشديد، يتعرض النصب الى الاهمال وعدم الاهتمام كما تعرض سابقا لمحاولات الهدم وتولى مسؤولية حمايته اهالي المدينة ومنهم أهالي المنطقة التي يقع فيها (الماجدية) وللاسف الشديد ما يتعرض له النصب الان الخنق بدل الهدم". النحات محمد جاسم الرسام يوضح في حديثه لـ(المدى) "نناشد كل المعنيين كجمعية فنانين تشكيليين وكأبناء مدينة العمارة الاهتمام بهذا الصرح الميساني الكبير ونطالب بترميمه واجراء اعمال صيانة عليه كونه يمثل صرحا مهما للثقافة والفنون في المحافظة وارثا ميسانيا ورمزا كبيرا".