الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
عميد وعادل أسمرو … رحلة فنية ونضالية طويلة
الإثنين 03-04-2023
 
ماجدة الجبوري

بدأ مشواره الفني مبكراً جداً، وشكّل ظاهرة فنية متميزة، خفق قلبه الصغير ذو العشرة ربيع للناس والوطن. كبر ونضج وسار عبر قناطر، ومحطات طويلة بين بغداد وميشيغان الامريكية، ليشكل هناك فرقة موسيقية سميّت فرقة " شمس "، ولا زال على نفس الطريق ينشد ويغنّي للناس، للعراق، للعامل والفلاح والمرأة، انه الفنان المبدع عميد أسمرو.

حين تنظر إلى صورته وهو طفل غر، يرتدي بدلة ويشد عنقه بربطه مزركشة، وتلك الابتسامة الساحرة لطفل واثق من نفسه، ومن ثم يعتلي المسرح يغنّي ويرتّل الأنغام، ويسحر سامعيه، ويستمر على مدى اربعين سنة، يضيف إليها مهارة العزف على العود، هي فعلاً حالة فريدة من نوعها في عطائها، واستمراريتها، وعذوبتها، وذلك العشق الرومانسي والفكري الذي اعترى وغزى قلبه الصغير، وروحه الطريّة المنقوعة بحب الوطن، ولا زال يغني لعراقه، لرفاقٍ ينثرون في الدروب الفقيرة ورود الحب، للأمل لسعادة الاخرين.

وبينما كان النظام البعثي يبطش بالوطنيين تنكيلاً وقتلاً وتغييباً، كانت هناك بالمقابل أصوات تقاوم وتصدح وتطلق العنان لحناجرها بالغناء لنضالات الوطنيين العراقيين، منهم عميد أسمرو الذي يستقي أغانيه من قصائد مظفر النواب وكاظم اسماعيل الگاطع وسواهم..

وهو الذي يمتلك امكانيات فنية متعددة، يحفظ ويغني لفرقة الطريق " يا شبيبة توحدي من أجل النضال، اليمشي بدربنا شيشوف يابو علي، عمي يابو چاكوچ” وغيرها العشرات من اغاني الوطن.

لم يكن عميد الفنان الوحيد في العائلة، بل شقيقه عادل الذي بدأ مشوار حياته بعد أن غادر العراق بسبب تعرضه للمضايقات، والمطاردة الأمنية، بعدها وصل إلى ولاية مشيغان الامريكية عام ١٩٧٩، ويروي أحد المصادفات المضحكة والغريبة، في يوم وصوله إلى مشيغان اتصل بوالده في بغداد ليطمئن عليه، أخبره الوالد بان الأمن زارونا اليوم ليستفسروا عنك!

بعدها التحق الأهل مرغمين على ترك العراق، وبذات رحلة العائلة، والعمل بين صفوف الاتحاد الديمقراطي العراقي الذي يجمع بين صفوفه كل اطياف الجالية العراقية.

شكّلا عادل وعميد ثنائيا جميلا في إحياء الحفلات الوطنية، عميد يعزف ويغني بصوته الجميل، ويحفظ الاغاني الوطنية، وعادل عريف حفل منذ عام ١٩٨٨ ولحد الآن، أي أكثر من ثلاثين عامًا، والثنائي يحيون الحفلات الوطنية في مشيغان، منها " ذكرى ميلاد ربيع الحركة الوطنية في ال ٣١ من آذار، و١ أيار عيد العمال العالمي، يوم الشهيد، عيد المرأة العالمي، ثورة ١٤ تموز المجيدة، وذكرى انتفاضة تشرين الباسلة.

يقول عادل، من خلال مسيرتي على مرّ السنوات الماضية في قيادة الحفلات هنا في مشيغان، حفظت معظم أشعار مظفر النواب عن ظهر قلب، وبعض من أشعار الجواهري و كاظم اسماعيل الگاطع وآخرين، تعلمت بالممارسة فن الالقاء، وتجسيد الدور، والانتقالات في مستوى الصوت، كما كنت أجسد في كتاباتي بين فواصل وفقرات البرنامج الاحتفالية، سياسة ربيع الحركة الوطنية وايماني بمبادئه منذ ولادته في الواحد والثلاثين من آذار، وهو المولود من رحم المجتمع، وانحيازه الكامل لطموحات وتطلعات العمال والفلاحين، وشغيلة اليد والفكر، توّاقاً للعلم والعمل، والتنوير والثقافة، مكافح عنيد من أجل تحقيق الحلم في بناء دولة المواطنة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وبناء وطن يتسع للجميع، واتمنى ان اكون قد وفّيت لمسيرة حزبي المجيدة.

بالنسبة لي كاتبة هذه السطور، حضرت عدة حفلات هنا في مشيغان، في كل مناسبة انبهر بعائلة أسمرو، المتعددة المواهب، شعر، وغناء، وعزف، بحضورهم البهي في كل المناسبات، آباء وأبناء، وأحفاد وهذا يعطينا أمل كبير في الحرص والالتزام العائلي بأكمله والمشاركة الفعالة في المناسبات الوطنية وتلاحمهم مع الناس، ومشاركتهم الفرح مع الآخرين، ألف تحية لتلك العائلة المعطاءة، وتحية لكل الوطنيين في عيدهم ال 89 ربيعاً.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السوداني يلاحق مقدمة برامج قضائياً بسبب "رأيها"
لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه
من أقدم كنائس العراق.. السوداني يؤكد وحدة وتنوع الشعب في قداس الميلاد
شجرة ميلاد كبيرة في العراق منذ 65 عاماً.. ماذا قال عنها رواد الفضاء؟ "صورة"
قرير "إسرائيلي" يصوب نحو الخريطة الجديدة: جاء دور العراق
كنائس أربيل تقيم صلاة القداس بمناسبة عيد ميلاد المسيح، والعراق عطلة رسمية
أمطار وتحذيرات من ضباب كثيف.. العراق على موعد مع كتلة باردة
نساء نازحات.. نجون من "داعش" فعُنفن في الخيام
أطراف في "الإطار" تحذر من تظاهرات وتحركات "البعث".. هل استنسخوا خطة الأسد؟
يخص منح الجنسية الأمريكية.. إدارة ترامب تدرس إلغاء تعديل دستوري
إيران تخلي مسؤوليتها عن الفصائل: حلها خيار عراقي
المجلس العراقي للسلم والتضامن يعقد مؤتمره الخامس وينتخب قيادته
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة